منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك
منتدي أبناء أبوجلفا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شباب الحركة الأسلامية - امال الأمس ومالات اليوم

اذهب الى الأسفل

شباب الحركة الأسلامية - امال الأمس ومالات اليوم Empty شباب الحركة الأسلامية - امال الأمس ومالات اليوم

مُساهمة من طرف عبدالله يوسف صديق الإثنين أكتوبر 29, 2012 12:25 pm



كانت الحركة الإسلامية تحصِّن شبابها وتربي أبناءها بناءً قوياً يعتمد على التعلم الصحيح والتثقيف القوي ، ودراسة علوم الشرع من مظانه وما كان يدفع للقيادة إلا إذا تميَّز الشاب بورع قائم على فهم وإيمان محصّن بالعلم ، وفقه مبني على الأسس السلمية ، وكانت رسائل الإمام البنا – رحمه الله – موجهات ومؤشرات تعطي المفاتيح التي من خلالها ينفذ الشاب إلى العلم الصحيح ، والمعرفة المؤسسة ، والسلوك القويم ، أما اليوم فمع توافر وسائل العلم وسهولة طرق التلقي والتعلم فإنّ الكثير من شباب الحركة يفتقدون العلم الذي يؤهل لقيادة الناس ، والسلوك الذي يقنع الآخرين والفهم الذي يحبّب في الدين ، والورع الذي يعصم من التسابق في الدنيا وتوسيع باب الطيِّبات إلى الدرجة التي تسقط الحواجز التي بين الحلال والحرام ، وتعتم الخيوط التي تفصل بين المباح وغير المباح .
الشباب المسلم يفتقد التفسير الصحيح لكثير من التناقضات في الحركة الإسلامية ، التناقض بين الأقوال والأفعال ، انتشار ظواهر النفاق بمسميات ووجوه مختلفة ، انتشار الكذب بألوان الطيف ، التكالب على الدنيا ودعوة الآخرين للزهد فيها ، الحرص على المناصب والتشبث بها مع ترديد شعار لا للسلطة ولا للجاه ، الحديث عن الإنجاز والإعجاز أمام الواقع المتردي ، الحديث عن الطفرة الاقتصادية مع زيادة مساحة الفقر والعدم ، الحديث عن التغيير الاجتماعي ولكن دون تحديد وجهته وشكله ، مجموعة من التناقضات يعيشها الشباب ومع ذلك يجدون من يبرر كل شيء ويقنع بالحق وبغيره وكما يقول الشيخ أبو الحسن الندوي : " من أعظم أسباب الحيرة التي يعانيها الشباب المسلم اليوم ، وهو التناقض في المجتمع الذي يعيش فيه ، تناقض بين ما ورثوه وبين ما يعيشونه ، وبين ما يلقنونه تلقيناً وبين ما يطلبه العلماء ، هذا التناقض العجيب الذي سُلِّط عليهم ومُنوا به هو السر في هذه الحيرة المردية " .
وأكثر ما يستباح هذا التناقض في مجال السياسة والعلاقات العامة ، ويغلف المظاهر الاجتماعية والممارسات الرسمية والشعبية ، وكما ذكرنا فإنّ أكثر التناقضات أثراً في الشباب عندما تكون صادرة من القادة والموجِّهين الذين يتحدثون عن الوطنية والتنمية والتقدم ، والصدق والأمانة ، والتجرُّد والإخلاص ، والورع والتقوى ، والتضحية والفداء ، ثم يكون ذلك كله مطلوباً من الآخرين لأنّ الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم - قال في قصة حاطب بن أبي بلتعة : " لعلّ الله قد اطلع على أهل بدر فقال : افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم " فأهل بدر يطلبون من الطلقاء أن يفعلوا لاكتفائهم بمجاهداتهم الماضية وصحبتهم القديمة .
الشباب يفتقد التربية على التعامل مع الآخرين وبخاصة في مجال الخلافات الفكرية والفقهية مع الجماعات الإسلامية ، لأنَّ القصور الفكري والخواء الروحي والزاد القليل من العلم الشرعي والثقافة الدينية تجعلهم يخرجون بخلافاتهم من إطار الحوار بالحُجة والمجادلة بالحسنى إلى إطار الخصومة وكيل الاتهامات ، ووصف الناس بالعصبية وضيق الأُفق ، والضلال والزيف ، والفتنة والبلبلة وشق الصف ونشر الفتنة وغير ذلك من المعجم اللغوي الذي أصبح محفوظاً وجاهزاً كالصواريخ لكل صاحب رأي وموقف ، وقلم ومنبر ، وينسى هؤلاء أو لم يُربَّ هؤلاء على ما كان عليه علماء هذه الأمة من حوارٍ ومناظرة تتسع الصدور بأدب الحوار وأدب الجدال ، وسعة الأفق والبُعد عن اتهام الآخرين ، وتجريحهم والتشكيك في نِياتهم ومقاصدهم .
إنَّ هموم جيل شباب الحركة الإسلامية المتطلع لحياة فكرية عقيدية خالية من التناقضات تصطدم دائماً بالواقع ، لأنه أصبح لا يميِّز بين الفهم الصحيح للإسلام والمفهومات المغلوطة التي يتربَّى عليها وتُمارس أمامه ، وهو يتطلع لحركة إصلاح شاملة ، ونهضة ثقافية وعمل واعٍ يزيل التناقضات ، ويربط الحياة بقيم الدين والأخلاق ، وأعراف الناس الحسنة ربطاً حقيقياً واقعياً وليس شعاراً يتردد ، وأقوالاً لتستهلك .
الشباب في حاجة إلى أن يوجه لخدمة الإسلام وليس خدمة الأفكار والبشر وطموحاتهم المغلّفة باسم الدين والمتزيِّنة بدثار الورع والتقوى ، قد يقول قائل : ولماذا إنكار تضحيات الشباب ومجاهداتهم وأرتال الشهداء الذين يتتابعون ؟؟ وهل ينكر ذلك إلا مكابر غامط للحق ولكن هل هذا من كسب تربوي قدمته الحركة لشبابها ؟ أو إعداد بشري خطط له ؟ أم إنها مجاهدات شخصية ، وتربية أُسرية وتميزات فردية ارتبطت بفطرة طبيعتها المغامرة وتعشق البطولات ، وإيثار التضحيات ، بل إن بعضها قد يكون من باب الرفض للواقع والاحتجاج العملي وإثبات أن مرحلة الأقوال بلا أعمال قد انتهى .
الشباب بطبيعته المرحلية إذا آمن بشيء ضحَّى في سبيله بحياته وكل ما يملك حتى ولو كان ما آمن به باطلاً ، هذه طبيعته وذلك منهجه ليس لدى المسلمين فحسب بل في كل مكان وتحت أيّة أيدولوجية عقائدية ، وليس في هذا تقليل من مجاهدات الشباب وتضحياتهم بل هو تقرير حقيقة أن الحركة الإسلامية تجني مكاسب الأفراد ، وتربية الأُسر ، فتعتبر ذلك في صحائف أعمالها ومجمل أعدادها ، والله نسأل أن يكون الأمر غير ما نقول .
عبدالله يوسف صديق
عبدالله يوسف صديق

عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
العمر : 55
الموقع : السعودية- جامعة الحدود الشمالية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى