منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك
منتدي أبناء أبوجلفا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر

اذهب الى الأسفل

تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر Empty تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر

مُساهمة من طرف عبدالله يوسف صديق الجمعة يناير 04, 2013 6:56 am

تجربة الحركة الإسلامية السودانية </A>



الاثنين, 18 يونيو 2012 14:28 التحديث الأخير ( الاثنين, 18 يونيو 2012 14:31 )
</A>


تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر 1339916820

أ.د التيجاني عبد القادر: تجربة نميري الإسلامية كانت خصماً على الحركة الإسلاميّة السودانية

أجرت قناة الشروق الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي مقاربات، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبد القادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.


وقد استهل منتج ومقدم البرنامج د. الجيلي علي البشير الحلقة الثالثة من سلسلة حواراته مع المفكر الإسلامي أ.د التيجاني عبد القادر قائلاً:

"كان انبعاث الحركة الإسلامية في السودان في منتصف القرن الميلادي العشرين قدراً من الله لتجديد أمر الدين وظاهرة استفزتها غازية العقائد الأجنبية فكانت استجابة لتحدياتها وأمدتها روافد الصحوة الإسلامية العالمية فكانت تجاوباً مع دواعيها.

وإن مسيرة الحركة الإسلامية من بعد ومجاهداتها إنما تطورت انفعالاً بالواقع السوداني وفعلاً فيه، فمهما كانت تعبر عن معاني الدين الأزلية جاءت خصاصئها تحمل شيئاً من مادة التراب السواني وتطوراتها توازي أطوار التاريخ الاجتماعي والثقافي والسياسي لبيئة الحياة العامة في السودان منذ انتصاف القرن الميلادي".


هذا التوصيف للدكتور حسن عبدالله الترابي أحد رموز الحركة الإسلامية السودانية البارزين لمسارب تكوين الحركة الإسلامية السودانية نضعه اليوم في مقاربات أمام الباحث والمفكر الأكاديمي وأحد رموز الحركة الإسلامية أيضاً البروفيسور التيجاني عبدالقادر حامد لنراجع معه في مقاربات فكر وتنظيم الحركة الإسلامية السودانية.

الصحوة الإسلامية العالمية هي التي دفعت بهذه التكوينات في مسار الحركة الإسلامية السودانية فكيف تنظر إلى تكوين الحركة الإسلامية في مساربها المختلفة؟
جدلية الخارج والداخلي في تكوين الحركة الإسلامية السودانية ودعنا نبدأ بالمحلي وأنا أتحدث من زاوية تجربتي الشخصية وانخراطي في الحركة الإسلامية وبدايات تسليكي في هذه الحر كة.

أنا أعتقد أنه قبل الدخول في الحركة الإسلامية نفسها كانت هناك مؤسسات سودانية محلية ساهمت في تسهيل انخراطنا في الحركة الإسلامية السودانية ومنها مؤسسة الأسرة ثم مؤسسة المدرسة ثم مؤسسة المسجد.

أنا وكثير من أبناء جيلي الذي انخرط في الحركة الإسلامية السودانية تخرجوا من أسر فيها تدين والتزام ديني فإذن التربية الأولى كان فيها عنصر الالتزام الديني والخلقي بصورة ظاهرة ثم من بعد ذلك المدرسة التي وسعت إطار النظر والمعرفة.

والمسجد أيضاً كان مؤسسة مهمة في تكويننا وهذه مؤسسات محلية سودانية ساهمت في تهيئة البيئة والمناخ الذي مهد للحركة الإسلامية أن تستقطبنا في ما بعد، ولولا هذا المكون المحلي ما أظن كنا سننتهي للحركة الإسلامية كما بها من تيار الصحوة من الخارج إلى غيره.


انتقلت بعد ذلك الحركة الإسلامية في تطورها من حركة صفوية محدودة وسط قطاع محدد من الطلاب والمثقفين إلى حركة جماهيرية بعد أكتوبر هل هذا كذلك؟ هل هي فعلاً انتقلت إلى حركة جماهيرية شعبية بعد أكتوبر أم أن هناك في التاريخ ما قبل وبعد أكتوبر؟
يمكن أن نقول إن أكتوبر حد فاصل في تطور الحركة الإسلامية السودانية وفي حركة السياسة السودانية القومية عموماً لأن أكتوبر كانت ثورة شعبية لافتة للنظر والتفكير وفيها تعبئة شعبية حتى الذين كانوا غافلين عن السياسة وعن الفكر انشغلوا بجو الثورة وانتبهوا.

تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر 1339916870

أ.د التيجاني: ثورة أكتوبر كانت حداً فاصلاً في تطور الحركة الإسلامية السودانية



لذلك أكتوبر فتحت الآفاق وفتحت فرصاً من الحريات للعمل العام وفتحت فرصاً للتلاقي بين المتعلمين وبين الجمهور العريض وبين الإسلاميين واليساريين أيضاً في عمل جبهوي إلى آخره.


وهذا صحيح أتاح فرصة للحركة الإسلامية لأول مرة أن تتذوق طعم العمل الشعبي وتحدياته وتحاول أن تطور في هياكلها وبرامجها حتى تتواءم مع الزخم الشعبي الذي وفرته ثورة أكتوبر ولعلك تعلم أن الأخ الدكتور حسن الترابي هو نفسه نتاج لهذا المناخ وأول ظهوره السياسي كان بفعل ثورة أكتوبر.


انتشار الحركة وتمركزها وسط المثقفين والطلاب وأساتذة الجامعات هل حرمها من أن تنتشر وسط العامة وأن تقوم بأدوار اجتماعية وسط المجتمع؟
نعم طبيعي لأن الجانب الذي كان يستهوينا في الحركة الإسلامية هو الجانب الفكري كطلاب وكنا نعتقد أن التحدي الأساسي هو تحد فكري في مناهضة التيارات اليسارية آنذاك والتيار الشيوعي كان له غلبة شديدة وسط المثقفين لذلك كان الاشتغال بالقضية الفكرية والفلسفية كبير جداً وطاغياً على ما عداه من انشغالات.

لكننا كنا ندرك بصورة غير واضحة أن البرنامج الفكري له ذيول اجتماعية وذيول سياسية إلى آخره لكن لم نبلغ حد أن نستكمل البرنامج في بعده الجماهيري بصورة كاملة.


وفترة الطلب والشباب هي أقرب إلى المثالية وكنا نتعلق بالمثال الفكري والإسلامي وهذا كان شغلنا الشاغل وندخل في مجادلات مع التيارات السياسية الأخرى ونصوغ هذه الأشواق والمثل في شكل أشعار ومسرح وكتابات صحفية إلى آخره فنجرب هذه الأفكار في الإطار المدرسي المحدود وهذه المرحلة الأولى ولكن مرحلة التمدد الشعبي جاءت في لحظات لاحقة.


في بدايات تكوين الحركة الإسلامية نشأت في كنف جماعة الإخوان المسلمين ثم انفصلت عنهم هذا الانفصال هل كانت مؤشرات في مرونة وفقه ومنهج الحركة الإسلامية في وقت مبكر على الرغم من أنه ما زالت بعض الحركات منضمة إلى التنظيم العالمي للإخوان؟
المفارقة التي حدثت هي مفارقة تنظيمية وليست فكرية في المقام الأول ويجب أن نقر بأننا استفدنا من الأدبيات التي وفرها الأخوان المسلمون في مصر وسعت مدى الرؤية بالنسبة لنا في الحركة الإسلامية السودانية.


فلم يكن هناك إشكال فكري ولكنها إشكالات تنظيمية هل يكون التنظيم السوداني فرعاً من المصري أم تكون هناك خصوصية وهامش للحركة وبالتالي تكون العلاقة علاقة تنسيق وهذا هو المقترح السوداني أن تكون العلاقة علاقة تنسيق لاختلاف البيئات والطروف وليست علاقة مركزية مباشرة وبالتالي حصل الانفصال المعروف لهذه الأسباب.


أما هل كان هذا مفيداً للجانب السوداني أم مضراً فأعتقد أن فيه بعض الفوائد وفيه بعض الضرر.

الفائدة أن الاستقلال والحرية تتيح لك الفرصة للتجريب وللعكوف على البيئة المباشرة السودانية ودراستها أكثر من التعلق بالأفق العالمي وبالمثال وهذا ما جعل سودنة الفكر والبرنامج الإخواني بصورة مناسبة تتلائم مع البيئة وهذا كان لابد منه وضرورياً تحت تنظيم مركزي عالمي لا يتسنى في تقديرنا أن تتم هذه العمليات.

لكن الجانب السالب منه موجود أن من الصعب أن حركة إسلامية أياً كانت تستطيع أن تنهض بأعباء البناء الإسلامي والمقاومة الإسلامية بصورة منفردة وبصورة منعزلة، التنظيمات الأخرى تمثل عمقاً ورافداً ودعماً أساسياً لابد منه فكان ممكن يحصل نوع من التناصر وكان يمكن أن تستفيد الحركة الإسلامية أكثر فأنا لا أعتقد أن انفصال الحركة الإسلامية كان كله إيجابياً.


في مسيرة الحركة الإسلامية من جماعة الإخوان إلى جبهة الميثاق إلى الجبهة الإسلامية القومية إلى المؤتمر الوطني كيف تنظر إلى هذا التطور هل هو مظهر من مظاهر انشقاقات داخل الحركة أم أنه تطور طبيعي لابد منه لتستوعب الحركة الإسلامية في مسيرتها الجوانب الشعبية الكبيرة؟
الفكرة الأساسية للحركة الإسلامية أنك تقوم بتكوين عناصر إسلامية وتتوخى أنها تكون استوعبت الفكرة التي تدعو إليها بصورة جيدة ثم تنفتح بهذه العناصر الإسلامية على قطاعات أوسع حتى يكون لديها تأثير أوسع على المجتمع ثم دائرة بعد دائرة حتى تصل لكل المجتمع.


وطبعاً النتيجة المنطقية لهذا العمل إذا كنت تعمل في العمل العام أنك تبحث عن حلفاء يؤيدون الخط الفكري العام أو يتفقون معك في الرؤية السياسية العامة وليس بالضرورة يتفقون معك في الأطر التنظيمية التوسع عن طريق البحث عن حلفاء ومناصرين وغيره هو الذي اقتضى أن تغير الحركة الإسلامية في مواعينها التنظيمية وأدواتها حتى تتواءم مع القوى الاجتماعية الأخرى.


ففي فترة الأخوان المسلمين الأولى ما كان من الممكن أن تجد حلفاء يدخلون معك في التنظيم فوسعت الأطر وجاءت فكرة جبهة الميثاق الإسلامي حتى تضم كيانات أوسع وتكون إطاراً لتحالفات ثم وسعت مرة أخرى في فكرة الجبهة القومية الإسلامية.


فالفكرة من حيث المبدأ والنظر الاستراتجي سليمة لا إشكال فيها ولكن طبيعي أن كل تحول في كل مرحلة يؤدي إلى انقسامات داخلية إذا تحولنا من تنظيم الأخوان المسلمين إلى الميثاق الإسلامي فهذا يؤدي إلى انقسام، أي ما من تحالف خارجي إلا ويصاحبه انقسام داخلي وفي مراحل لاحقة حصلت هذه الانقسامات وهي نتيجة للتحالفات لأن بعض الناس يعتقدون أنه كلما وسعت الإطار ضعف المحتوى.

"
الحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك
"

تجربة الحركة الإسلامية مع نظام نميري دخلتها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت اتفاقاً مع الجبهة الوطنية ثم خرجت الأحزاب الأخرى واستمرت الحركة الإسلامية مع نظام نميري، البعض يعتقد أن استمرارها نوع من التكتيك البراغماتي في عالم السياسة.. كيف ترى هذه التجربة؟
قبل تعامل الحركة الإسلامية مع نميري ينبغي أن ننظر لتعامل الحركة الإسلامية في داخل الجبهة الوطنية نفسها، الحركة الإسلامية بعد فشل الانقلابات المتكررة ضد نظام نميري وآخرها الانقلاب العسكري في عام ستة وسبعين وما حدث فيه من مواجهات وخذلان وفشل.

الحركة الإسلامية قيمت الوضع وانتهت إلى نتيجة أنها الأصوب لها أن تعمل في العمل السياسي بصورة مستقلة عن الأحزاب السياسية لأن هذا التحالف لم يكن ناجحاً بكل المقاييس بل كان ضاراً هذا قبل الدخول مع نميري في تحالف.


والتحالف مع نميري كان وفقاً لاستراتيجية وخطة وجزءاً من الاستراتيجية أن التعامل في داخل الجبهة الوطنية استنفد أغراضه فلذلك كان لابد أن نحدد خياراتنا بصورة مستقلة لذلك عندما دخلنا في تحالف كان ظاهره أن الجبهة الوطنية كلها دخلت في تحالف مع نميري لكن الجبهة الوطنية دخلت في تحالفات منفردة مع نظام نميري وكل كان له هدف، كانت هي تحالفات مستقلة وتقديرات حزبية مستقلة.


فالحركة الإسلامية وضعت استراتيجية طويلة المدى واحد من أركانها أنه يمكن الدخول في تفاهم جزئي مؤقت مع نظام نميري لأن الظروف لا تسمح بغير ذلك والحركة لم تكن في وضع يمكنها من اقتلاع النظام بصورة كاملة ولم يكن وارداً في ذلك الوقت أن نظام النميري سوف يطبق تشريعات إسلامية ولم يكن متوقعاً منه ولم يكن هدف الحركة الإسلامية حقيقة أن تطبق تشريعات إسلامية أو نظاماً إسلامياً من خلال نظام نميري.


ولذلك يرى بروفسير عبد الله علي إبراهيم ما كان للحركة الإسلامية أن تسير في خط الموافقة على تطبيق التشريعات الإسلامية في قوانين سبتمبر وكان الأفضل لها اتخاذ نفس الموقف الذي اتخذته القوى الأخرى ولأن ذلك لم يكن أصلاً مطروحاً في برنامج الحركة الاسلامية؟
هذا صحيح لم يكن مطروحاً ولكن الحركة الإسلامية حشرت في زاوية ضيقة في هذه المسألة وهي حاولت أن تعترض على بعض الأشياء ولكن لم يكن ميسوراً الاعتراض الكامل على مبدأ تطبيق الشريعة الإسلامية.

وإلا فسيبدو الأمر مضحكاً إذا أنت أصلاً تقوم على الشعار الإسلامي والمبادئ الإسلامية فكيف ترفض تطبيق الشريعة الإسلامية والبرنامج الإسلامي إذا أتى من غيرك فيتصور أنك إما تطبق الشريعة أنت وإذا طبقها غيرك أنت تقول لا فكان الوضع فيه مآزق من هذه الناحية.


فالحركة الإسلامية قبلت مسايرة النظام على مضض وعلى أمل أنه يمكن إصلاح البرنامج الذي دخل فيه الرئيس النميري على مهل ويمكن تلافي بعض القصور فيه لكن أفتكر ذلك كان تقديراً سياسياً غير صائب لم يكن في صالح الحركة ولم يكن في صالح المشروع الإسلامي نفسه.


لأن هذا التطبيق وما صاحبته من بعض المثالب انعكس سلباً على صورة النظام الإسلامي وأصبح منسوباً له وكلما تحدث الناس عن إمكانية برنامج إسلامي يقفز إلى الأذهان أن الإسلام هو قطع الأيادي وكذا وأصبحت نقطة غير جيدة في مسيرة الحركة الإسلامية.


إذا كان في ذلك الوقت ما يلي هذه التطبيقات من وزارات وغيرها محسوباً على الحركة الإسلامية بصورة عامة فمن الذي رتب لنميري هذه التشريعات بهذه الصورة التي أصبحت خصماً على البرنامج الإسلامي ككل؟
كان لنميري مستشاروه وأعوانه وهم أسماء معروفة في الحياة السياسية السودانية من غير الحركة الإسلامية ومن غير مسؤولي الحركة وقرارات التشريعات نميري كان يصدرها ولا تمر على الحركة الإسلامية من قريب أو بعيد.


بل في بعض الأحيان أمين الحركة الإسلامية مع أنه كان مستشاراً له إلا أنه كان يوصي مستشاريه الأخص أن لا تمرر التشريعات على الترابي وكان هناك احتكاكات داخلية.

لم تكن هناك شورى كاملة أو ثقة متكاملة وإنما جاءت على صيغة المباغتة للحركة وللشعب السوداني وعلى الطريقة العسكرية والمباغتة جزء من العمل العسكري.


بعد الديمقراطية الثالثة أصبحت الحركة الإسلامية في المعارضة صفوة من النواب داخل البرلمان أتوا عبر دوائر الخريجين، هذه التجربة إلى أي درجة ساهمت في تكوين قيادات للحركة الإسلامية؟
على المستوى الشعبي ساعدت لأنها أتاحت فرصة إعلامية وفرصة للتلاقي والتمثيل النيابي لا بأس بها ويمكن فرصة للتجربة السياسية بصورة معقولة.


لكن على المستوى التشريعي أو على مستوى إنضاج البرنامج الإسلامي نفسه ورفده بتجربة سياسية برلمانية ما كانت لها حصيلة.


لأنه في تقديري البرلمان نفسه كان الانشغال بالقضية السياسية والمماحكات السياسية والخلافات والأزمات السياسية فيه أكثر من العمل التشريعي الجاد لإخراج برامج حزبية أو قومية.


فهي كانت إهداراً للوقت بصورة كاملة ولم يكن لديها مردود كبير على الحركة الإسلامية.


دخلت الحركة الإسلامية القومية الانتخابات بمشروع أبرز ما فيه الحكم اللامركزي وقضية الجنوب هل ما تم طرحه في ذلك الوقت من برنامج الحركة الإسلامية هل كان هو فعلاً رؤية الحركة الإسلامية لمعالجة مشكلة الحكم أم أن ذلك كان برنامجاً للانتخابات فقط؟
مسألة اللامركزية قضية ثابتة عند الحركة الإسلامية منذ فترة سابقة وكانت الحركة تدرك أن السودان ليس من الحكمة أن يحكم بالصورة المركزية القابضة وكلما توزعت السلطات على الولايات والأقاليم كان ذلك أوسع بالنسبة للإدارة.


وبالنسبة للسودان وكذلك قضية الجنوب كانت ثابتة في برنامج الحركة الإسلامية منذ زمن بعيد مثل اللامركزية والاثنان مرتبطان ببعض والفكرة كانت أن يعطى الجنوبيون إدارة إقليمية أو حكماً ذاتياً أو فيدرالية واسعة فتقضي على هذه المشكلة بصورة معقولة في إطار السودان الموحد.


واحدة من الأشياء التي تحسب على الحركة الإسلامية وجود الدكتور حسن عبدالله الترابي على قيادة الحركة لفترة طويلة من الزمان وتشبه في ذلك بالأحزاب التقليدية الأخرى ويعتقد البعض أن وجود الترابي لهذه الفترة الطويلة سد الباب أمام تفريخ قيادات لديها القدرات إذا ما غاب الدكتور الترابي لأي سبب من الأسباب عن المشهد السياسي.. هل ترى أن ذلك صحيحاً؟
شأن الترابي في هذا شأن كل الآباء التأسيسيين للحركات الاجتماعية والسياسية فوجوده يكون ملازماً لوجود الحركة لفترة طويلة شيء طبيعي وهو أمر ملاحظ في كثير من الحركات.


لكن كثيراً من الدارسين للحركات الاجتماعية والسياسية يقولون إن الحركة لن تبلغ مرحلة النضج والرشد إلا بتنحي الآباء التأسيسيين لتتاح فرصة لأجيال أخرى تتعاقب في القيادة جيلاً بعد جيل وتجربة بعد تجربة فإذا طال أمد الجيل التأسيسي يضر بتطور الحركة الطبيعي أياً كانت الحركة.


وأنا لا أقول إن قلة ظهور قيادات بديلة السبب الأساسي فيه شخصية الترابي ولكن هناك عوامل أخرى ووجوده أيضاً من ضمن العوامل.


إذاً ما هو العامل الذي حجب ظهور قيادات أخرى؟
الظروف السياسية التي تعمل فيها الحركة الإسلامية أنت لا تستطيع أن تبرز قائداً مثل حسن الترابي بين عشية وضحاها، فالقيادة تحتاج لمواصفات معينة فإذا وجد قائد تنطبق فيه هذه المواصفات ويلبي متطلبات المرحلة فلن يكون تغييره من الحكمة في شيء خاصة إذا كانت الحركة تمر بظروف سياسية فيها قهر واضطهاد ومطاردة فأنت لا تغير الحصان الرابح في منتصف المعركة.

تجربة الخركة الأسلامية السودانية - بروف / التجاني عبدالقادر 1339916854

د. الجيلي: لماذا انحصرت القيادة في الترابي؟



فالترابي كان هو حصان الحركة الإسلامية الرابح لفترة طويلة عطاء فكرياً وقدرة تنظيمية فلم تكن هناك دواع سياسية أو منطقية ملحة لتغييره يضاف إلى ذلك أن الحركة الإسلامية كانت إلى حد ما حركة أنداد، أي إدارتها ووصفها القيادي متقاربان من بعض.


وكان هناك قدر من الشورى في تغيير القيادة وكانت هناك آجال محددة لتجديد الثقة في الأمين العام فترة بعد فترة. فكانت كل هذه الضوابط كافية لظهور بعض القيادات ولكن دون التفريط في القدرات القيادية التي توفرت للدكتور الترابي وهذا كان تقديراً معقولاً لكنه إذا تجاوز مداه يمكن أن ينقلب لشيء آخر.


الاتهام للحركة الإسلامية بأنها ضعيفة في ما يتعلق بمسائل البناء الفكري وأن مساهمة عضويتها بصورة عامة في ما يتعلق بالمساهمات الفكرية هي أيضاً مساهمات ضعيفة؟
الأمور نسبية.. ضعيفة نسبة إلى ماذا؟ فإذا نسبنا الحركة الإسلامية إلى أحزاب سودانية كانت أكبر منها وأسبق تأريخياً هناك أحزاب تأسست منذ القرن الماضي فلما تقارن كسبها الفكري وعطاءها بكسب الحركة الإسلامية وعطاءها تجد الحركة الإسلامية نسبيا متقدمة إن لم تكن مساوية لهذه الأحزاب.


أما إذا كان القصد ننسب الكسب الفكري للحركة الإسلامية بالحركة اليسارية على وجه الخصوص فالحركة اليسارية هي جزء من مدرسة فكرية امتدت قروناً في التاريخ الأوروبي وتجربة سياسية عميقة ومؤسسات كانت ترفدها وبالتالي كانت هناك كوادر فكرية وثقافية مدربة وكانت هناك عواصم تساعد في هذا المد وفي هذا التثقيف, الحركة الإسلامية كانت تتحرك وظهرها لا يستند إلى شيء.


ولا حتى التاريخ الإسلامي الطويل؟
التاريخ الإسلامي الطويل كان نفسه مشكلة.


فالحركة الإسلامية تريد أن تصلح التراث الإسلامي وتعدل فيه فكانت مجهودات بدون أن يكون فيها معينات حقيقية من مؤسسات لها قوة دفع كبيرة في هذا المجال، هذا ليس اعتذاراً ولكنه تفسير لهذه الظاهرة.


ولكن أنا لا أنكر أن ما كان يتوقع من عطاء فكري للحركة الإسلامية أكبر مما هو موجود وهذا عيب وقصور كبير ينبغي للحركة الإسلامية أن تتفاداه إذا كان للحركة الإسلامية وجود وأنا أعتقد أن مما يضعف عطاء الحركة الإسلامية هو ضعفها في المجال الفكري وليس في المجالات الأخرى.


كذلك يشير البعض إلى أن تركيز الحركة الإسلامية على قضايا التربية يرجع إلى سيطرة القيادات التقليدية بالحركة وأن هذا التركيز كان خصماً على جوانب أخرى كان يمكن أن تجد فيها الحركة حظاً وظهوراً أفضل؟
أصدقك القول أني كنت أذهب هذا المذهب وكنت أظن أن التركيز على الجانب التربوي أضاع جوانب أخرى لكن حينما تعيد النظر تقول يا ليت أن التركيز على الجانب التربوي كان أكثر من ذلك.


لأنني ألاحظ في الآونة الأخيرة أننا أوتينا من قبل النقص في هذا الجانب، فواحدة من المشكلات التي تنقص البرنامج الإسلامي ليس فقط المكون الفكري وإنما المكون الأخلاقي أيضاً.


فالتربية هي تربية على مثل وقيم أخلاقية وترسيخها في نفس الفرد والجماعات طبعاً قديماً كان الانتقاد أن المكون التربوي أخذ أكثر مما يستحق لكن حينما اتسعت الحركة الإسلامية اكتشفنا أن المشكلة هي مشكلة تربية وأخلاق لم تكتمل بصورة كافية.


طبعاً على خلاف كيف تتحق التربية فبعض الناس يرى أن التربية يمكن أن تتم وسط المعمعة أثناء العمل والعملية، لكن لو كان هناك تكوين تربوي وأخلاقي قوي يصاحب أيضاً في مرحلة العمل والانطلاق بمقومات تربوية أخرى.


هل كان للحركة الإسلامية السودانية رؤية واضحة في ما يتعلق بتعاطيها مع قضايا تكاد تكون ذات خصوصية في المجتمع السوداني مثل القضية الجهوية والعنصرية والقبلية؟
كان هناك أفكار مستبطنة في أذهان كثير من العاملين في الحركة الإسلامية تتعلق بمسألة العدالة الاجتماعية بمعنى أن كثيراً من القياديين والعاملين في الحركة يؤمنون أن القضية الأم التي جعلتنا ننضوي تحت الحركة الإسلامية هي مسألة العدالة الاجتماعية وما يتصل بها.

"
بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها البعد الاجتماعي في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية
"
وأقصد بالعدالة الاجتماعية أن الشرائح الضعيفة في المجتمع والشرائح المهمشة ينبغي أن يفسح لها مجال في التعبير وفي قسمة الثروة والسلطة.


وكان هذه أفكار مضمرة لكن في تقديري لم يعبر عنها في أدبيات الحركة الإسلامية بصورة كافية وهذه مشكلة لأن الناس يحكمون عليك بالمكتوب والمنشور.

فالحركة لم تعبر عن البعد والعمق الاجتماعي لبرنامجها السياسي فظهر وجهها السياسي والقانوني لكن ضمر واختفى عمقها الاجتماعي أي القضية الاجتماعية بما فيها من التكوينات القبلية وغيرها لم تبرز في بياننا بصورة كافية.

وأنا أخشى أيضاً أن أقول إن هذا الضمور ترتب عليه أن بعض قيادات الحركة الإسلامية غاب عنها هذا البعد في ما بعد فأصبحوا يتعاملون بالجوانب القانونية للدولة والتشريعات والجوانب السياسية لكن غفلوا تماماً عن العمق والبعد الاجتماعي لمسألة السياسة السودانية وهذا مضر ومعيب جداً.


في ما يتعلق بقدرتها على التعبير هل كان للحركة القدرة على التعبير عن قضايا مثل الحريات وحقوق الإنسان وغيرها بمثل ما كانت تعبر عنه التيارات اليسارية مثلاً؟
كنا نعبر عن قضية الحرية والعدل والديمقراطية حينما كنا في المعارضة, سنوات طويلة كنا نتحدث عن الحريات والعدالة وطيلة فترة نميري كان هذا هو الشعار.

لكن بكل أسف في المراحل اللاحقة حينما تحولنا من المعارضة إلى مرحلة الحكم توارت هذه الشعارات وضعفت بعض الشيء وطغت قضايا أخرى وهذه واحدة من سلبيات الحركة الإسلامية ليس هناك اتساق بين مرحلة المعارضة ومرحلة الدولة.


قضية المرأة أيضاً هي من القضايا التي تشغل تجارب الحركات الإسلامية في الفكر والتنظير هل خطاب الحركة الإسلامية في ما يتعلق بقضية المرأة كان خطاباً يستند على معطيات ثابتة ومحددة أم أنه كان يأتي في ظل الصراع مع اليساريين؟
لا.. كان هناك نظر عميق في مسألة المرأة وكانت هناك قناعة عميقة أن يكون للمرأة دور داخل الحركة الإسلامية وداخل المجتمع ولفترة طويلة نحن طيلة عملنا في داخل الجامعات والطلاب كنا نولي اهتماماً شديداً لمسألة المرأة.


ليس فقط مضاهاة للحركة اليسارية صحيح أن الحركة اليسارية كان لها وجود أسبق وكانت منافساً في هذا المجال ولكنا أيضاً كان لنا قناعة أن المرأة المسلمة يجب أن تخرج من القوقعة وتكون لها مشاركة داخل الحركة.


وهناك نظرة في التراث والفكر الإسلامي ومحاولة تأصيل لهذا الجانب وصدرت بعض الإصدارات في هذا الجانب وكنا متقدمين نسبياً في هذه المسألة مقارنة برصفائنا في المحيط العربي والإسلامي.


تجربة البنوك الإسلامية يرى البعض أنها أدخلت الحركة في بعد استثماري ربحي تجاري في وقت كان يجب أن تهتم فيه الحركة بقضايا مثل الفقر في المجتمع؟
هما قضيتان.. ليس قضية معالجة الفقر فقط ولكن معالجة قضية الفقر في التنظيم الإسلامي نفسه.


فأنت حتى تحل مشكلة الفقر في المجتمع محتاج إلى تنظيم وإدارات ولابد أن يكون لديك تمويل لهذه العمليات فالاثنتان مرتبطتان ببعض.


فكانت معضلة الحركة الإسلامية هي كيفية تمويل النشاط الإسلامي نفسه وكما هو معلوم عضوية الحركة معظمها من الطبقات الفقيرة وأبناء الفقراء فكان الذي يضغط على التفكير كيفية إيجاد مؤسسات مالية أو مصارف تستطيع أن تغطي هذا الجانب من العمل وهو جانب مهم جداً.


فكرة المصارف الإسلامية لم تنشئها الحركة الإسلامية ولكن الحركة تبنتها وعدد كبير من عناصر الحركة استوعبوا في هذه المؤسسات.


وأنا لا أعتقد أن الحركة الإسلامية خططت لإدارة هذه المصارف بصورة كاملة لكن كانت تظن أنها يمكن أن تستفيد بصورة غير مباشرة من حركة البنوك الإسلامية وتستفيد بصورة مباشرة بإيضاح النموذج الإسلامي الاقتصادي نفسه أكثر من فوائد مادية أو فوائد وظيفية.


والدور الذي كان منوطاً بعناصر الحركة الإسلامية في المصارف الإسلامية هو تمتين واستكشاف النموذج الاقتصادي وتجربته لمرحلة الدولة لكن بكل أسف اتجهت الأنظار إلى مسألة التمويل والأموال والتخديم ونسي النموذج المصرفي.


لذلك في تقديري أن التجربة لم تنجح من الناحية النظرية في تمتين أركان النموذج الإسلامي نفسه ولم تنجح من الناحية العملية في أنها تقوي المجتمع السوداني.

فأصبحت كأنها مصارف أو مؤسسات ملحقة بالنظام الرأسمالي الإقليمي أو العالمي بصورة عادية فلم يتغير النظام ولم يكن له مردود كبير على تغيير واقع الشعب السوداني.


قضية الهامش والمركز كانت واضحة في أدبيات اليسار ولديهم رؤى في كيفية التعامل معها هل كانت هذه القضية كذلك واضحة لدى الحركة الإسلامية؟
طبعاً نحن عناصر الحركة الإسلامية نفسها أبناء الهامش وأبناء المهمشين, وإذا نظرت لعضوية الحركة الإسلامية الغالبة هي أتت من الهامش ولم تأت من المركز.

"
مسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية
"

وكانت قضيتنا أن نصل للمركز حتى نعيد تشكيل الأحزاب السياسية ونعيد تشكيل الدولة السودانية حتى نحل قضية الهامش والمركز عن طريق إجراءات قانونية وكذا.

لكن الذي حدث أننا شيئاً فشيئاً تحولنا نحن للمركز ولم يتغير الهامش بالصورة المطلوبة.


وأنت ذكرت الحركة اليسارية, الحركة اليسارية اهتمامها بالهامش جاء متأخراً في فترة معينة من تاريخ السودان.

وإذا نظرت لأدبيات الحزب الشيوعي في الستينات لم يكن يطرح قضية الهامش ولكن في الفترة الأخيرة فترة نميري وما بعدها طرح مسألة الهامش بصورة قوية.


وطبعاً هذه قضية ما تزال مطروحة وأنا أعتقد أن الحركة الإسلامية ينبغي أن يتأكد لعضويتها وقيادتها أن هذه القضية هي قضية محورية وينبغي أن تكون محورية في برنامجنا ومشروعنا الإسلامي إذا كان تبقى شيء من هذا المشروع.


لأن مربط العمل الإسلامي يقوم حول مسألة العدالة الاجتماعية ومسألة الهامش هي انعكاس لغياب العدالة الاجتماعية وغياب التنمية المتوازنة بين المركز والهامش ويجب أن يكون لها مكان مركزي في برنامج الحركة الإسلامية. طبعاً هناك فرق بين ما ينبغي وما هو كائن.


بروف التجاني لك مسيرة طويلة بالحركة الإسلامية وعاصرت تطورات مختلفة داخل الحركة هل كانت شعارات مثل الشورى والديمقراطية وتداول الأدوار يتم تطبيقها داخل الحركة بشكل يشير للنموذج الإسلامي الحقيقي؟
كانت هناك اجتهادات قبل مرحلة الدولة كنا نحاول قدر الإمكان أن نمارس قدراً كبيراً من الشورى لأن أصلاً التنظيم الإسلامي تنظيم طوعي وحر ونحن دخلنا في هذه الحركة الإسلامية بحر إرادتنا وبطوعنا.

وكلنا كنا زملاء وأنداداً فلا يوجد إنسان له فضل على الآخر ولا هناك بيت مؤسس والبيوت الأخرى تابعة له لا توجد علاقة تبعية وإنما كانت العلاقة علاقة ندية وزمالة.


وبالتالي طبيعي أن تكون العلاقات كلها قائمة على الشورى والمساواة وعلى المشاركة في تحديد ملامح البرنامج وأهدافه فهذا هو سر قوة الحركة الإسلامية في فتراتها الأولى.

ولكن طبعاً بدأ يضعف هذا في داخل الحركة الإسلامية وهو الذي ترتبت عليه المشاكل والانشقاقات.

أنا أعتقد أن معظم الانشقاقات التي حدثت تعود إلى أنه أصبحت تبرز تكتلات داخل الحركة الإسلامية ومراكز قوى وقيادات وشيء من هذا القبيل وتضعف الشورى فطبيعي أن تتحول الشورى إلى شعار وتتحول إلى شكل هذا ما يصيب كثيراً من التنظيمات.


في المسيرة الطويلة للحركة الإسلامية قبل الحكم تعرضت للكثير من التحديات السياسية والاجتماعية هل كانت مدركة لحجم التحيات والعقبات وهل كان لديها رؤية واضحة للتعامل معها؟
من الصعب في العمل السياسي أن يكون لديك مسودة لكل ما يأتي بالمستقبل هذا غير ممكن لا للحركة الإسلامية ولا غيرها لأن السياسة فيها تطورات ومفاجآت تقع عليك، فطبيعي أنك تستجيب لهذه الظروف.


ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك موجهات استراتيجية وخطوط مبدئية توجه العمل السياسي فإذا تحدثنا عن هذا نعم الحركة الإسلامية في معظم الأحيان كان لها موجهات سياسية وخطوط استراتيجية تخفت وتعلو في بعض الأحيان وتتغير.


لكن كان هناك خريطة خاصة بعد عام خمسة وسبعين الحركة الإسلامية أصبحت أكثر نضجاً ولها رؤى كثيرة.

لكن المشكلة أي رؤية وهل هذه الرؤية هي فعلاً الرؤية السديدة وهي المطلوبة وبنيت على قراءة واقعية وحقيقية للواقع واستشراف للمستقبل هذا موضع سؤال.

وقولنا أن هناك رؤية لا يعني أنها بالضرورة رؤية مكتملة وكافية وشافية.


علاقة الحركة الإسلامية بالحركات الإسلامية الأخرى كيف تنظر إليها وما الذي يميز الحركة الإسلامية السودانية عن بقية الحركات؟
الحركات الإسلامية الأخرى نشأت في ظروف مختلفة بعض الشيء وتعرضت لضغوط واضطهادات لم تتعرض لها الحركة الإسلامية في السودان.


نحن صحيح تعرضنا لمضايقات ولكن عندما نقارن مضايقاتنا تحت نظام نميري بالمضايقات التي تعرض لها الأخوان المسلمين في ظل النظم الأخرى نحمد الله على هذا.


هل هذا يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني؟
أعتقد ذلك يرجع إلى خصوصية المجتمع السوداني والثقافة السودانية المتسامحة لذلك نحن نشأنا أحراراً إلى فترة طويلة ولم نصب بعقد نفسية ولا أحقاد عميقة بداخل المجتمع، وهذا الانفتاح كان المرجو أن يبلغ مداه.


فالحركة السودانية حركة منفتحة تستطيع أن تنفتح على المجتمع السوداني بفئاته المختلفة ولا تحدث هذه التوترات الحادة التي حدثت أخيراً بعد التجربة.


كثير من الناس يستغربون أن الحركة السودانية المنفتحة التي أنجبها مجتمع سوداني متسامح منفتح كيف تحولت إلى هذه الصورة القاهرة بعض الشيء في بعض الظروف.
عبدالله يوسف صديق
عبدالله يوسف صديق

عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
العمر : 55
الموقع : السعودية- جامعة الحدود الشمالية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى