منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي أبناء أبوجلفا
مرحباً بك فى منتداك
منتدي أبناء أبوجلفا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر

اذهب الى الأسفل

الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر Empty الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر

مُساهمة من طرف عبدالله يوسف صديق الجمعة يناير 04, 2013 7:02 am

الحركات الإسلامية المنهج والفكر والتطور </A>





الأحد, 17 يونيو 2012 15:54 التحديث الأخير ( الاثنين, 18 يونيو 2012 15:55 )
</A>


الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر 1339916820

أ.د التيجاني عبد القادر: الحركات الإسلامية تنظر للدولة كأنها جهاز سلطوي قانوني فقط

أجرت قناة الشروق الفضائية وضمن برنامجها الأسبوعي مقاربات، سلسلة لقاءات فكرية مع أ.د التيجاني عبد القادر حامد، أستاذ الفكر السياسي الإسلامي بجامعة زايد بالإمارات، حول الأسلمة والتأصيل، والخطاب السياسي للحركات الإسلامية، وتجربة الحركة الإسلامية السودانية.


ويستهل د. الجيلي علي البشير الحلقة الثانية من حواراته مع المفكر التيجاني عبد القادر قائلا: "يرى الدكتور جاسم سلطان الباحث والمفكر القطري أن مشكلة الحركات الإسلامية أنها اتخذت خطاباً أيدولوجيا استعلائياً وليس خطاباً يلتصق بالواقع.


"هذا الخطاب تلخصه عناوين مثل الخلافة الإسلامية, عزة الاسلام, الدين والدولة وهذا الخطاب أدى لعزل الحركات عن واقعها ومحيطها الذي تعيش فيه، فالإنسان البسيط لا ينشغل بالخلافة الإسلامية بقدر ما يهمه توفير الخبز أو الدواء.


فهل هذا عين ما يراه الدكتور التيجاني عبد القادر حامد المفكر والأكاديمي السوداني وهو يراجع معنا في مقاربات تجارب الحركات الإسلامية من حيث المنهج والفكر والتطور".


كيف تنظر لمناهج التغيير في الحركات الإسلامية؟
الحركات الإسلامية التي نتحدث عنها متعددة ومتنوعة من حيث الموقع الجغرافي والأوضاع الاجتماعية والخلفيات السياسية، لكن هناك قواسم مشتركة تجمع بين هذه الحركات.

"
الحركات الإسلامية تحاول في غالبها خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية
"
وأحد هذه القواسم المشتركة أنها كلها تؤمن بما يسمونه شمولية الإسلام بمعنى أن الإسلام نظام شامل للحياة ويؤمنوا بأهمية الدولة الإسلامية.

وكذلك أيضاً من القواسم المشتركة بين هذه الحركات أن معظم قياداتها من الطبقة الوسطى وتلقوا تعليمهم في المدارس والمؤسسات التعليمية الحديثة وإن كان أتباع هذه الحركات ليسوا بالضرورة كلهم من الطبقة الوسطى.

وما يمكن أن يسمى قاسم مشترك بين هذه الحركات أنها كلها تعرضت في فترة من تاريخها لشيء من الاضطهاد والمعاداة الشديدة من النظم السياسية المحلية ومن القوى المحلية.


هذه القواسم المشتركة بين الحركات أثرت على برامجها ورؤيتها.

وأنا أعتقد أن هناك قواسم مشتركة بين برامج الحركات أيضاً ومن هذه القواسم أن معظم هذه الحركات تبدأ بالشعار والتعبئة الشعبية على أساس هذا الشعار كما تفضلت وذكرت.


يرفعوا شعار الدستور الإسلامي أو الشريعة الإسلامية أو الخلافة وهذا شعار حبيب إلى نفوس الجماهير المسلمة وتبدأ تعبئة شعبية على هذا الأساس.


ثانياً شيء آخر مشترك إذا وجدت بعض هذه الحركات متسع من الحرية تقوم بإنشاء بعض المؤسسات الإسلامية سواء في مجال المصارف الإسلامية أو المدارس أو المستشفيات أو الجمعيات الخيرية والطوعية.

هذا هو المجال الذي يسمح به عادة في بعض الدول فهذه السمة ظاهرة.


شيء ثالث أن الحركات تحاول خلق قواعد اقتصادية أو اجتماعية تحسباً لفترة تنفسح فيها الحريات وتكون فيها منافسة انتخابية.

والشيء الرابع أن معظم أو كل هذه الحركات تعتبر الدولة آلة أساسية في إحداث التغيير الاجتماعي وكل هذه العمليات توجه نحو الاستيلاء على الدولة باعتبار أن ذلك سيمكنها من تنفيذ البرنامج الإسلامي.


الدولة في تجارب الحركات الإسلامية بين تجربة الخلافة الراشدة وبين الدولة الحديثة الفارق وأثره على تجربة الحركات الإسلامية وعلى تفكير الإسلاميين؟
بين الخلافة الراشدة والتاريخ الحديث حدثت تطورات سياسية وتاريخية هامة لكن فترة الخلافة الراشدة هي النموذج الذي جسد معظم القيم الإسلامية وبالتالي معظم الحركات الإسلامية تحاول أن تستهدي بفكرة الخلافة الراشدة، لكن إسقاط تجربة الخلافة الراشدة على الواقع المعاصر من الصعوبة بمكان.

الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر 1339924540

أ.د التيجاني: الحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً



دائماً في الفكر السياسي الإسلامي تخلى الناس قليلا عن فكرة الخلافة نفسها لعوامل وظروف مختلفة, فالحديث ليس عن استعادة الخلافة في الوقت الراهن وإنما الحديث عن دولة من واقع التجزئة والانقسامات التي وقعت في العالم الإسلامي.


فالحديث عن الدولة في فكر الحركات الإسلامية ومناهجها أصبح حديث مضخم جداً وهم يعتبرون أن الدولة هي مربط الفرس وبداية التغيير وهذا فيه شيء من الغرابة لأن في الفكر الشيعي مفهوم أنهم يضخمون فكرة الإمامة لأنهم يعتبرون الإمامة والإمام ركن من أركان الدين نفسه.


لكن في الفكر السني الإمامة ما هي إلا مجرد باب من أبواب الفقه والدولة بالتالي هي وسيلة وأداة ليست بالضرورة هي الوسيلة الوحيدة.


لديك حديث أن الدولة الآن دولة إدارة وليست دولة إمامة ويعتقد البعض أن حديثك به شيء من العلمانية؟
أنا استهديت بالتراث السني ولو قلت إن الدولة غير ذلك لذهبت لموقف أن الدولة ركن من أركان الدين وأنا استبعدت أن تكون الدولة ركن من أركان الدين، الدولة إنما هي وسيلة من الوسائل واستهديت هذا من الفكر السني.


الدولة هي وسيلة وإدارة وهي منظومة مؤسسات سياسية وعسكرية واقتصادية إلى آخره والذي يقوم على الدولة هو أجير على الأمة وهذا ترتيب مهم لأن الدولة في الإسلام تحت الأمة.


فالترتيب هو الكتاب ثم الأمة ثم الدولة لا يجوز لنا أن نضع الدولة فوق الأمة وهذا يعني أن الذي يقوم على الدولة هو مستأجر أو هو نائب أو وكيل من قبل الأمة وهذا مهم لأنه يتيح لنا مجالاً لمفهوم تبادل السلطة ومفهوم المحاسبة ومفهوم الإقالة أما إذا قلنا بغير ذلك فستكون إشكالية.


البعض يفهم أن الحديث عن دولة إدارة يفهم منه كأنه تخلى عن فكرة دولة الخلافة الراشدة أو الدولة بمضامين إسلامية وكأنما هو تخلى عن الشعار الأساسي في فقه الحركات الإسلامية؟
نحن لا ينبغي أن نستخدم لفظ العلمانية كوسيلة للترهيب الفكري والتخويف. يجب أن نأخذ الأمور بصورة طبيعية فهناك حيز ومساحة في ترتيب شؤون الدنيا يشترك فيها العلماني والمسلم وأصحاب الديانات الأخرى.


لأن الدولة قائمة بترتيب شؤون الدنيا طبعاً نحن عندما نقول دولة إسلامية فالذي يقوم على ترتيبها يستهدي بالمبادئ والقيم الإسلامية لكن هذا لا يعني أن هناك شيء خاص في إدارة هذه الدولة أو هو يمتاز بخصائص معينة.


الإدارة هي الإدارة يديرها بنفس الطريقة التي يديرها بها العلمانيون والناس الآخرون هي ترتيب شؤون الدنيا ومعاش العباد والعدل بينهم وهذه أمور إدارية لا إشكال فيها.


الحركات الإسلامية بصورة عامة كيف تعاطت مع قضايا المجتمع مثل قضية القبلية والجهوية والعنصرية؟
الحركات الإسلامية تبدأ بمسألة التنظيم وطبعاً أول ما تبدأ تريد أن تبني تنظيم خاص لعضوية خاصة فهذا يشغلك عن الجمهور العريض لأن الحركات مبنية على رؤية هي أن الجمهور العريض كله لا يصلح.


إنما تختار عناصر من الجمهور العريض ثم تسلكها في تنظيم معين ثم تعرضها لعمليات تنشئة أو تربية لتكون هي العناصر المنتقاة الصالحة التي تقوم بعملية التغيير الاجتماعي فيما بعد.


هل هي فكرة سليمة؟
هذه الفكرة ليست سليمة بصورة مطلقة إنما هي وسيلة من الوسائل لكن الانقطاع فيها سوف يؤدي للانقطاع عن العمق الجماهيري لأنه قد ينشغل الناس بالتنظيم فترة طويلة وبمشاكله فينقطعوا به عن العودة إلى الجماهير.


فتصبح الحركات الإسلامية منشغلة بنفسها وهياكلها الداخلية وعضويتها وقد يتطور الأمر إلى أن تصبح هي نفسها قبيلة جديدة.


وهذه واحدة من المشاكل التي تواجه الكثير من الحركات أنها تتحول إلى حركة نخبوية وصفوية ومشغولة بهياكلها الداخلية وبكياناتها أكثر من انشغالها بالقضايا الأساسية التي تشغل الجماهير.


تعاني المجتمعات العربية والإسلامية من ثالوث الجهل والفقر والمرض وعندما تطرح الحركات الإسلامية نفسها كحركات للتغير ينبغي أن تهتم بهذا الثالوث هل هناك في فقه الحركات الإسلامية وأدبياتها ما يعالج مثل هذه القضايا بشكل واضح ومنهجي وعملي؟.
أنا أشرت إلى أن بعض الحركات الإسلامية لها اهتمامات اجتماعية تحاول أن تنزل أفكارها إلى برامج اجتماعية وتنشئ بعض المؤسسات ذات الطبيعة الاجتماعية التي توجه إلى خدمة الجماهير فيما يتعلق بمسائل التعليم والفقر.

"
بعض الحركات الإسلامية لها برامج اجتماعية ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي
"

ولكن هذا التوجه وهذه الخدمات ليست خدمات اجتماعية بريئة من الكسب السياسي وهذا ما يقدح في هذا العمل.


أول ما تضع برنامج اجتماعي له غايات سياسية قريبة تبدأ عملية العزل والفرز وتنصرف من مواجهة المشاكل الحقيقية إلى التفكير في الكسب السياسي.

فالبرنامج لا يكون الغرض منه مكافحة المرض أو إحداث التنمية المحلية بصورة مباشرة إنما الغرض منه هو كسب قاعدة جماهيرية لمرحلة من المراحل كالانتخابات ومثلها.


لم تنجو من هذه التجربة في تقديري إلا حركات مثل حركة حزب الله في لبنان وإذا عملت مقارنة تجد هناك تميز بين برامج الحركة الإسلامية الاجتماعية والبرامج الاجتماعية التي يؤديها حزب الله.

الذي يقول إن برامجه الاجتماعية بيضاء أي بمعنى أنها ليست بغرض التوظيف أو الكسب السياسي وإنما هي برامج بغرض إحداث تنمية محلية حقيقية للذي معهم في الجماعة ولمن هو ليس معهم في الجماعة.

وطبعاً لأسباب خاصة حزب الله اختار أن ينفتح بهذه الصورة وافتكر أن هذا نجاح يذكر له لأنه طبعاً المواجهة الحقيقية للتنمية ولقضايا الفقر والجهل بصورة حقيقية وصادقة هو الذي يكسبك الجماهير على المدى البعيد وليس توظيف هذه المؤسسات لهدف سياسي قريب.

وهذا فرق بينهم وبين الحركات الإسلامية سواء عندنا في السودان أو حركة حماس في فلسطين أو حركات أخرى في باكستان تلاحظ أن عندها مؤسسات وخدمات لكن الهدف منها هدف قريب هو الكسب السياسي أكثر من مواجهة القضايا الأساسية.

لذلك ظلت القضايا الأساسية موجودة ومؤجلة رغم أن الحركات الإسلامية لها عقود من الزمان وإذا سألت أصحاب الحركات الإسلامية يقولوا إن هذه قضايا دولة ليست قضايا حركة ونحن مضطهدين ومطاردين وهذا ما نستطيعه.


وهذا صحيح جزئياً لكن الصحيح أيضاً أن الحركات الإسلامية تؤجل النظر في هذه القضايا إلى مرحلة الدولة أو مرحلة ما بعد الدولة التي قد لا يصلوا إليه أو إذا وصلوا إليها ليس بالضرورة أن تكون دولة متجهة لهذه القضايا لأن الدولة أحياناً تستولد قضايا أخرى.


في بعض الأحيان قد يكون السبب لعدم الاهتمام بهذا الثالوث قد يرجع إلى تكوين الحركات الإسلامية نفسها لأنها حركات صفوية ولذلك لم تكن في الغالب من غالبية الشعوب ولذلك القائمين على أمرها كانوا صفويين اتجهوا لمعالجة قضايا لا تهم المجتمعات الشعبية؟
إذا نظرت للحركات الاجتماعية في التاريخ الإنساني عموماً وحركات الإصلاح الذين قاموا بها كانوا صفويين معظمهم كانوا من الطبقة الوسطى أو الطبقة فوق الوسطى.


ليس بالضرورة أن يكون الإنسان من الطبقة المسحوقة حتى يشعر بآلامها ليس هناك من بأس أن تكون قيادات الحركات الإسلامية من هذه الطبقات لكن تحس بهذه المسائل وتحاول حلها، المشكلة ليست فقط التكوين الاجتماعي لكن يمكن التكوين العلمي والتكوين السياسي.

التكوين العلمي صحيح فيه هذه الناحية الصفوية وفيه تعلق بالمثال الذي ذكرناه خاصة الذين اتخرجوا في الدراسات الشرعية تعلقهم بالمثال وأشواقهم له أكثر من تعلقهم بالواقع ومعرفتهم بالمثل والأفكار أكثر من معرفتهم بالواقع.


ثانياً التكوين السياسي نفسه التكوين التنظيمي يؤطر الإنسان كثيراً ويشغله كثيراً بحيث لا يكون لديه متسع للتجاوب مع بعض القضايا الأخرى المحلية وحتى القضايا الإنسانية.


نزعة التسيس الزائدة في تجربة الحركات الإسلامية هل سببها المباشر هو احتكاكها مع تيارات أخرى دخلت معها في صراع أم أن هناك أسباب أخرى؟
جزء منها متصل بالرؤية العامة للحركات الإسلامية بمعنى أنهم يعتبرون أن الفريضة الناقصة أو الفريضة الغائبة في المنظومة كلها هي الجانب السياسي منذ سقوط الخلافة وسقوط الدولة الإسلامية والثغرة التي تحتاج إلى معالجة هي الثغرة السياسية لذلك وجهوا طاقات واهتمامات شديدة للجانب السياسي.

السبب الآخر هو أيضاً الضغوط السياسية والأمنية الهائلة التي تعيش فيها معظم الحركات الإسلامية فما تركت لهم خياراً غير الاشتغال بالسياسة فإذا أنت كنت محاصر أو معتقل من نظام سياسي قابض وقاهر فماذا تستطيع أن تفعل غير أنك تحول كل طاقتك الذهنية والنفسية لمقاومة هذا النظام.


بالتالي طغى الجانب السياسي وهذا ليس بالأمر الحميد هناك حركات سياسية أخرى كثيرة في العالم غير الإسلامي وتعرضت لضغوط سياسية وتعرضت لكذا لكن ذلك لم يمنعها من تكوين برنامج ذي قاعدة اجتماعية وذو أبعاد ثقافية فكرية هامة فهذه نقطة تحتاج فعلاً إلى تفسير.


نقطة أخيرة فيما يتعلق بقضايا الاجتماعية هناك ضعف بائن في تجارب الحركات الإسلامية في الاهتمام بالفقراء؟
ليس كلها، هناك بعض الحركات الإسلامية في فترة سابقة لديها إحساس بهذه المسألة وحاولت تقوم ببعض المعالجات.

وإذا نظرنا الآن إلى بعض الحركات التي استطاعت أن تحقق بعض النجاحات مثل الحركات الإسلامية في تركيا ظاهر أن هذه الحركات لديها إحساس بالمسألة الاجتماعية ومسألة الفقر والتنمية بصورة كبيرة.


وإذا نظرنا حتى للحركة الإسلامية في مصر لديها هذا وصحيح أنه ليس بنفس النسبة التي توليها للجوانب السياسية والجوانب الأخرى مسألة الفقر عموماً صحيح أنها لم تجد الاهتمام الذي تستحقه في برامج الحركات الإسلامية في تقديري.


الحركات الإسلامية أنتجت مشروعات للتجديد في مقابل تحديات الواقع فهل كانت هذه المشروعات علي قدر التحديات وهل أجابت على أسئلة الواقع مع التباين في مشروعات الحركة الإسلامية على مستوى العالم العربي والإسلامي؟
هذا سؤال جيد ولكنه صعب بعض الشيء لأنه لا نستطيع الحكم على تجارب كل الحركات الإسلامية بصيغة واحدة ونقول على العموم نعم استطاعت الكثير من الحركات الإسلامية أن تنتج برامج تستجيب فيها لبعض تحديات الواقع.


"
واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة
" وطبعاً لمعرفة هذه البرامج وجدواها نحتاج لنظرة للتحديات نفسها التي تجابه هذه الحركات الإسلامية.


وفي تقديري أن واحدة من أهم التحديات التي تواجه هذه الحركات أن هناك فجوة كبيرة بين المجتمع والقوى الاجتماعية المسلمة وبين الدولة الحديثة.


وكان واحد من التحديات كيف يمكن إخراج هذه الجماهير المسلمة المهمشة لفترات طويلة، من هوامش الحياة وإدراجها في الحياة العامة حتى تشارك بصورة حقيقية في صناعة واقعية.


لأن قولنا أن هناك حركة إسلامية أو قيادة لا ينبغي بأي حال أن يلغي دور الجماهير.


وواحد من التحديات كيف نستطيع أن نخرج هذه الجماهير ونبني لها قدرات حتى تشارك مشاركة حقيقية في صناعة مستقبلها وفي تحقيق أهدافها.


والتحدي الآخر هو كيفية الوصول للسلطة أو الوصول للدولة وكيفية بلورة رؤية ونظرية للدولة نفسها ككيان.


طبعاً أنت لا يكفي أن تقول إنك تريد أن تستولي على الدولة ولكن يجب أن تجيب على أسئلة أخرى ما هي طبيعة الدولة ورؤيتك للدولة على افتراض أنك تمكنت من الاستيلاء على هذه الدولة.


ثانياً ماذا عسى أن تفعل هذه الدولة كمشروعات ما هو الدور المناط بهذه الدولة حتى تستطيع أن تكتمل المشروعات التي تتحدث عنها وفي تقديري هذا واحد من نقاط ضعف الحركات الإسلامية.


لم تكن مهيأة لتصورات كاملة عن مشروع الدولة في برامجها؟
صحيح لم تكن لديها نظرية متكاملة عن طبيعة الدولة وعن الوظيفة التي يمكن أن تؤديها والمشكلات التي يمكن أن تفرزها.

الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر 1339924520

مقاربات: هل الحركات الإسلامية كانت مهيأة لمشروع الدولة؟



طبعاً هناك نظريات في تاريخ الفكر السياسي الحديث كثيرة عن الدولة وهناك نظريات غالبة في الفكر الغربي.


أنا أخشى أن أقول أن كثير من الحركات الإسلامية استندت على هذه الأفكار والنظريات الجاهزة في الدولة ثم اعتمدتها في برامجها الإسلامية.


لم تكن هناك اجتهادات خاصة للحركات الإسلامية في مقولة الدولة رغم بعض الاجتهادات هل هذا يعني أنه لم يكن لديها اجتهادات في نظرية الدولة؟
الاجتهادات في نظرية الدولة في تاريخنا الإسلامي توقفت منذ زمن طويل، لدينا نظريتين، نظرية الإمامة في التراث الشيعي، ونظرية الوكالة في التراث السني ونظرية الخلافة.


نظرية الإمامة الحركات التي تعمل في الإطار السني لا تهتدي بها نظرية الخلافة وأصبحت نظرية تاريخية وأثبتت قصوراً وفشلاً في كثير من الجوانب فلا يمكن أن يستهدى بها كثيراً، نظرية الوكالة هي نفس النظرية الليبرالية الغربية السائدة في العالم الغربي.


هناك نظرية أخرى مهمة جداً تسربت إلى فكر الحركات الإسلامية بطريقة لا شعورية في تقديري وهي النظرية الماركسية في الدولة وهذه نظرية على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة.


ومفادها أن ماركس لاحظ إلى مركزية الدولة في النظام الرأسمالي الغربي وأعتقد أنه لا يمكن إحداث تغيير اجتماعي حقيقي إلا بانتزاع هذه الدولة من القوى البرجوازية وتسليمها إلى القوى العاملة التي تقوم من بعد بتشكيل مستقبلها بصورة جديدة ثم تتلاشى الدولة.


وهذه النظرية عليها ملاحظات كثيرة حتى في التجربة الماركسية نفسها ولكنها بصورة ما تسربت إلى داخل فكر الحركات الإسلامية.


في كل فكر الحركات الإسلامية أم حركات بعينها؟
أعتقد أن الحركة الإسلامية في مصر والحركة الإسلامية في السودان وحركات أخرى فكرة مركزية الدولة هذه لها مكان في تفكيرهم وبالتالي ضرورة الاستحواذ على الدولة وهذا أمر في درجة عالية من الأهمية والخطورة.


لأنك أول ما تفكر أن شروط التغيير مربوطة بالاستيلاء على جهاز الدولة بالتالي كل العمليات الأخرى والمشاريع سوف تكون لاحقة إلى هذه الفكرة المحورية.


طبعاً أنا لا اعترض على الدولة من حيث هي والاستيلاء على الدولة لكن السؤال ماذا يحدث بعد الاستيلاء على الدولة.


حتى ولو لم يكن الاستيلاء بالطرق المشروعة؟ هل هناك في تجارب الحركات الإسلامية طريق مشروع للوصول إلى الدولة؟
طبعاً الطريق الذي يتحدث عنه دائماً يمر من خلال الجماهير لابد أن يكون هناك تفويض ورضا شعبي ويكون هناك مشروعية شعبية من خلالها يتم الاستيلاء على الدولة.


ثانياً بعد الاستيلاء على الدولة النظرية تفترض أن تعود السلطة إلى الجماهير نفسها ويكون الهدف من الدولة هو تقوية القدرات الجماهيرية وهذا يستقيم مع الفكر الإسلامي.


لأن النظرية الإسلامية ترى أن المجتمع أهم من الدولة وتقوية المجتمع أهم من تقوية مؤسسات الدولة وينبغي إذا وصلنا إلى الدولة تستخدم الدولة لتقوية قدرات المجتمع المختلفة حتى يستطيع أن يقوم بكل أعبائه في النهضة الحضارية.


تضخم مقولة الدولة في فكر الإسلاميين هل هو طبيعي أم هي حالة مرضية كما يقول البعض؟
لا نقول هي حالة مرضية لكن في بعض الأحيان حالة اضطرارية لأن العمل السياسي والعمل الاجتماعي يقود بعضه إلى بعض.


فأنت إذا دخلت في طريق محاولة الاستيلاء على الدولة وتعظيم المؤسسات فإن الدولة لها منطقها الداخلي ومقتضياتها السياسية.


فالدولة نفسها تجبرك على أن تفكر بطريقة الدولة وبطريقة المؤسسات.


فأنا أعتقد أن الدولة كما أن الإنسان أو السياسي يحاول أن يشكل الدولة، أيضاً تجد في كثير من الذين دخلوا في هذه التجربة شكلتهم الدولة بدلاً أن يقوموا بتشكيلها وعدلت رؤاهم بدل أن يقوموا في إعادة هيكلة الدولة.


وهذا هو مأزق كثير من الحركات الإسلامية التي وصلت إلى مرحلة الدولة وهو المأزق الذي ينتظر التي لم تصل لمرحلة الدولة.


قيم مثل قيم الحريات وحقوق الإنسان وتداول السلطة في تجارب الحركات التي لم تصل وفي تجارب الحركات التي أتيح لها أن تطبق مشروعها على أرض الواقع هل ترى هذه القيم بارزة في تجارب الإسلاميين؟
طبعاً قيمة تبادل السلطة وقيمة الحرية جربت في مرحلة ما قبل الدولة والنتائج لم تكن باهرة بأي حال من الأحوال لأن التنظيمات الإسلامية في داخلها تعثرت فيها فكرة تبادل السلطة.


وطبعاً أمير الجماعة أصبح مثل الخليفة العباسي لا يتخلى ولا يتحول من قيادة الحركة إلا بالموت الطبيعي أو الانقلابات والمؤامرات الداخلية وهذه تجربة غير مشجعة.


فإذا أنت لم تستطع أن تبسط الحرية والشورى وتبادل السلطة في داخل التنظيم الإسلامي فكيف يتسنى لك أن تفعل ذلك حين تتولى الدولة الكبرى وهذه واحدة من التحديات الحقيقية.


فالحركات الإسلامية مطالبة أن تثبت أن القيم الإسلامية قيمة العدل وقيمة الحرية والشفافية وتبادل السلطة هذه القيم الراقية مطالبة هذه الحركات أن تخرج لنا نماذج عملية واقعية في داخل التنظيمات الإسلامية نفسها ثم من بعد ذلك تتوطد ثقة الجماهير بها.


من أين تسرب هذا.. الاستمرار في فترة طويلة في قيادة تنظيمات إسلامية، محددة من أين تسرب إلي فكر الحركات الإسلامية هل من التيارات التقليدية التي تحتك بها هذه الحركات في دول معينة أم من أين؟
هناك خيط من التراث الإسلامي السابق في فكرة لا نقيل ولا نستقيل في أن الإنسان الذي ينال الثقة يستمر إلى أن يجد سبب يسحب منه الثقة.


وهناك خيط آخر من التراث الإسلامي أيضاً هو المحافظة والخوف من الفتن والنزاع فلا تنازع أهل الأمر في هذه الأمور.


وهناك خيط آخر من المجتمعات الإسلامية أنها في عمومها مجتمعات محافظة. وهناك جزء آخر عملي أن القيادة في ظروف ما قبل الدولة لها تكلفة ولها ثمن ولها تضحيات.


فالناس لا يتحمسون لها كثيراً فمن تصدى لها يترك لأن ليس لديها نواتج سعيدة بالتالي ليس هناك حماس شديد للتصدي والمنافسة للقيادة فترة ما قبل الدولة.


يمكن فترة ما بعد الدولة أمر مختلف لذلك يترك من يصير أميراً أو مسؤولاً للجماعة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.


وهذه الأسباب في تقديرنا التي أدت لعدم وجود تبادل للسلطة لأنه ليس هناك سلطة بصورة حقيقية يتنافس فيها الناس ولا شيء مغري بل بالعكس هناك تضحيات ومشاكل شديدة مما جعل الجماعة تركن إلى من يتحمل هذه الأعباء وهذه المسؤولية ولا ينافسوه.


بعض الحركات الإسلامية حاولت أن تصل إلى الحكم عن طريق الممارسات الواقعية التي يحكمها ظرف اليوم مثل تجربة الإسلاميين في الجزائر وفي فلسطين حاولت أن تصل للحكم عن طريق صناديق الاقتراع لكن تم وأد التجربتين، الحديث الآن عن مرونة في فكر الحركات الإسلامية في التعامل مع مفاهيم الديمقراطية وغيرها هل السبب ما تم لوأد في تجربتي حماس والجبهة الإسلامية في الجزائر أم أن هناك أسباب دفعت الحركات الإسلامية إلي أن يكون خطابها مرناً بعد الشيء؟
طبعاً الجزائر لها خصوصية لأن الجزائر هي الحديقة الخلفية لقوى أوروبية لا تريد للجزائر أي انعتاق بعيد عنها وكذلك فلسطين هي منطقة لصراع دولي معقد جداً.

"
الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه
"

فبالتالي أي محاولة وجود حركة إسلامية أو حركة ديمقراطية حرة تكون مرتبطة بمصالح دولية وتعقيدات خارجية كثيرة بالتالي تحبط هذا عامل خارجي.


وهناك عامل آخر داخلي أنك عندما تتحدث عن الدولة لابد أن تتحدث عن القوى الاجتماعية المستفيدة من هذه الدولة.


في تقديري كثير من الحركات الإسلامية تنظر للدولة كأنها جهاز سلطوي قانوني فقط، وتنسى القوى الاجتماعية ذات المصالح القوية في قيام هذه الدولة وسقوطها.

فإذا أنت تريد أن تستولي على هذه الدولة لابد أن تحدث تفاهمات ما مع القوى الاجتماعية الحقيقية التي تسيطر على الاقتصاد وعلى التجارة وعلى عوامل الإنتاج، فالدولة فقط بنية فوقية.


لهذا فإذا كان هناك مرونة فهي ليست فقط على المستوى السياسي أو القانوني أو الشعار وإنما المرونة في التصالح والتحالفات والتراضي الذي يتم بين الحركات الإسلامية وبين القوى الاجتماعية الحقيقية المتنفذة.


فإذا استطاعت حركة حماس أن تحدث مثل هذا أو استطاعت حركة في الجزائر أن تحدث مثل هذا التصالح تستطيع أن تصل إلى الدولة.


والتخوف ليس فقط من القوى الخارجية لكن التخوف أيضاً من رأس المال القوى الرأسمالية البرجوازية الداخلية.


فإذا وجدت حركة إسلامية متزنة تستطيع أن تتحالف وتطمئن أصحاب المصالح بأنها حينما تصل إلى الدولة لن تضر بمصالحهم فسوف يمهد لها الطرق إلى الحكم.


لكن السؤال هل سوف تظل حركة إسلامية أم تتحول هي نفسها إلى عنصر من عناصر القوى الرأسمالية هذا تحدٍ كبير.


هل يفرق كثيراً أن تصل الحركة إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع أو عن طريق انقلاب عسكري؟
نعم أعتقد يفرق لأن الوصول للسلطة عن طريق القهر والإكراه سيبرز سلسلة أخرى من سلسلات القهر والهيمنة والإكراه.


حتى لو طرحت الحركة لاحقاً مشروعها الإسلامي؟
لن تستطيع أن تبرز مشروعها الإسلامي لأنها ستدخل نفسها في شبكة من المسائل الأمنية ومسائل التأمين وتحاول تسد فجوة عدم الثقة بينها وبين الذين لم يفوضوها وهذه تستهلك طاقات كثيرة.


زيادة على هذا أنا أعتقد أن الذي يستولي على السلطة بالقوة والقهر هو نفسه سايكلوجيا يتغير يصعب عليه أن يعود إلى مرحلة التراضي.


لكن إذا حدث ذلك وهي حالات قليلة فيكون هذا هو الأوفق لأننا لو استطعنا أن نجد مسوق لأي عمل إنقلابي في داخل الفكر الإسلامي فالمسوق هو النتائج التي تترتب عليه.


فإذا الإنسان استولى وأخذ الدولة بالغلبة وفعل بها إحساناً وعاد بها إلى أصحاب الشورى الحقيقيين فهذا قد يكفر عن ذلك.


لكن الذي نراه واقعاً أن الذي يستولى على الدولة عنوة وقهراً لن يعود بها بسهولة إلا أن تؤخذ منه عنوة ويدخلنا في سلسلة استخدام القوة والقهر داخل النظام السياسي بالتالي تحدث تمزقات كثيرة داخل المجتمع بسبب هذا.


هناك الآن تجربة للحكم الإسلامي في إيران مسنودة بالفكر الشيعي وهناك تجربة إسلامية في تركيا البعض يعتقد أنها مسنودة إلى حد على علمانية لها علاقة بالغرب هناك تجربة في السودان للحركة الإسلامية في الحكم أقرب إلى الإسلام السني هل تنظر إلى هذه الحركات إلى أنها تستفيد من تجارب بعض، هل بينهما خيط مشترك؟
أنا لست متأكداً ما إذا كان هناك فعلاً شيء من تنسيق أو تناغم بين هذه الحركات لكن الذي أراه أن كل هذه الحركات تسير على طريق التجربة والخطأ إلى حد كبير بما فيها الحركة في إيران.


رغم أن الإيرانيين في مجال التنظير وفي مجال الفلسفة أبعد باعاً لكن السياسة لا تستطيع أن تضبطها على ضوابط نظرية ففيها مجال كبير للتجربة والخطأ.


فأنا لا أرى أن هناك تنسيق كامل ولست متأكد ما إذا كانت هناك استفادة مشتركة بين هذه الحركات ويا ليت ذلك يتم.


هل ذلك ممكن ومتاح على رغم الاختلاف الفكري في هذه الحركات؟
يمكن أن يحدث ذلك لأن السياسة في عالمنا الحاضر لا تقوم على الانفراد ولا تقوم على الإقليمية الضيقة أو القطرية ولكن العالم كله يتسع ويسعى لإيجاد تحالفات وإيجاد نقاط مشتركة وتبادل منافع إلى آخره.

الحركة الاسلامية ومنهج الفكر ةالتكور - بروف / التجاني عبدالقادر 1339924556

أ.د التيجاني: السياسة الإقليمية والدولية لا تسمح بالتنسيق بين الحركات الإسلامية الحاكمة



فالدول التي أشرت إليها يمكن أن تمتد بينها اتصالات وتقوم بينها أنواع من الاشتراك والتعاون إذا توفرت.


لكن لا تنسى أن السياسة الإقليمية والسياسة الدولية لا تسمح في كل الأحيان أن يتم تنسيق حقيقي ووثيق بين الحركات الإسلامية سواء كان في إيران والسودان أو في السودان وتركيا.


ما يسمى الآن بالربيع العربي هناك حديث أن الحركات الإسلامية كان لديها دور في حركة الجماهير في الوصول إلى هذه النتائج الآن هل هذا تم بوعي من هذه الحركات أم أنها اختطفت ظرفاً تاريخياً معيناً وقفزت على المشهد السياسي؟
لا أعتقد أن الحركات قفزت، لكن السبب الذي أوجد لها دور أنها كانت حركات مقهورة في داخل هذه النظم مثل ليبيا ومصر، تجد أن الحركات الإسلامية كانت في المعارضة وكانت في السجون وكانت على هامش الحياة.


والنظام الذي أطيح به كانت جل قوته مركزة على ضرب وتصفية هذه الحركات، ويركز ليلاً ونهاراً على أن هذه الحركات هي البعبع الذي ينبغي أن يزاح إلى آخره.


فالحركات استفادت جماهيرياً من هذا الزخم لا نستطيع أن نقول إنها صنعت الثورات بصورة كاملة لكن نستطيع أن نقول إنها شاركت في كثير من الأحيان مشاركة فعالة في إنجاح هذه الثورات.


هل سيترتب على ذلك دور لهذه الحركات في مستقبل الأيام؟ كيف تنظر إلى أدوارها الآن بعد اكتمال المشهد بوصول الحركات الإسلامية في بعضها إلى البرلمان في بعضها يرشح الآن نفسه للرئاسة؟
بالتأكيد هذه تدخل في إطار مأزق ما بعد الدولة وهو يمكن تلخيصه في ثلاث أو أربع نقاط أساسية.

"
الحركة الإسلامية إذا وصلت للدولة فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم
"
النقطة الأولى أن هذه الحركات إذا توصلت إلى مرحلة الدولة أو شاركت مشاركة فعالة فماذا يفعل أو ماذا يحدث في مجال النظام السابق كيف تتعامل مع ما يسمى بالفلول، ففي بعض الدول النظام السابق ليس مجرد شخصيات أو أفراد إنما هو نظام قائم كان مستمر لفترة طويلة.


وكيف تتعامل مع النظام الدبلوماسي والعسكري، كيفية تفكيك النظام البائد وإقامة نظام جديد، هذا تحدٍ لبناء دولة بصورة جديدة وقيم جديدة هذه مسألة في غاية الصعوبة الجماهير ستحكم عليك بنجاح وفشلك في هذا.


النقطة الثانية التنمية الاقتصادية ومسألة الفقر ما هو البرنامج العملي هذه الجماهير التي خرجت وثارت هي جماهير مطحونة بالفقر والتهميش والجهل هم يريدوا أن يكون هناك برنامج واضح يغير هذه الحالة، برنامج تنموي.


وإذا وصلت الحركة الإسلامية فإنهم مطالبين بالبرنامج التنموي الذي يستوعب البطالة ويحرك المصانع والمزارع ومن أين تحصل على التمويل اللازم.


النقطة الثالثة والخطيرة في تقديري هي العلاقات الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقوى الغربية المهيمنة والتحالف الغربي الإسرائيلي.


طبعاً طالما هي حركات إسلامية فستطرح مباشرة مسألة فلسطين ومسألة إسرائيل فكيف تتعامل مع هذه القضية.


وهذا تحالف عسكري أمني تقني قوي جداً فهل تستجيب عن طريق التعبئة والجهاد أم تستجيب عن طريق الهدنة والتطبيع أم أن هناك طريقاً ثالثاً تستطيع أن تسلكه الحركات الإسلامية لمواجهة هذه القوى، فهذه تحديات في غاية الصعوبة.


بالإضافة إلى تحديات بناء الدولة الحديثة نفسها وكيف تكون علاقاتها مع المجتمع وماذا تفعل مع القوى الرأسمالية الموجودة هل تتحول لنظام رأسمالي وتعتمد تخصيص المؤسسات وتخصيص الدولة نفسها أم تصبح دولة قطاع عام تقوي ذراع الدولة.


طبعاً إذا ذهبنا في اتجاه النظام الرأسمالي فما هو الداعي للثورة أصلاً وأين يوجد الشعار الإسلامي وإذا قلنا بالرجوع إلى مسألة الحكومة المركزية القوية وتدعيم القطاع العام وبناء التعليم فمن أين تحصل على التمويل اللازم لهذه العمليات هذه معضلات كثيرة.


الغرب يتهم الحركات الإسلامية أنها في بعض الأحيان كانت محضن لتفريخ الإرهاب والعنف كيف تتعامل هذه الحركات مع هذه النظرة الغربية؟
أنا لا أعتقد أن التعامل مع هذه الاتهامات يكون بالإنكار والرفض فالآخر سيظل يتهمنا بالإرهاب وسيظل يتهم الحركات الإسلامية بالأصولية إلى آخره.


لكن الرد الحقيقي أن نطور نقداً داخلياً ذاتياً بصورة صحية ونعترف أنه فعلاً في داخل المجتمعات الإسلامية وفي داخل الفكر الإسلامي هناك خمائر تولد هذا النوع من التفكير المتطرف وهذا النوع من النزعة الاقصائية موجود في داخل تراثنا.


فلابد أن نطور قدرات نقدية تستطيع أن تقضي فعلاً على سمات التطرف والغلو في داخل المجتمعات نفسها لأن التطرف ليس خطراً على الغرب فحسب إنما هو خطر على المسلمين والمجتمعات الإسلامية.


وأنا ألاحظ أن الحركات الإسلامية حين يأتي الكلام عن التطرف والإرهاب تغض الطرف وهذا لا يفيد.


فينبغي أن يكون للحركات الإسلامية خط واضح فهناك أشياء ينبغي أن لا نقر بها تماماً سواء كانت ارتكبت جرائم ضد الغرب أم لم ترتكب.


فنحن لا نقبل التطرف والتفسير الشكلي والحرفي للدين والتحدث باسم الاسلام بهذه الصورة
عبدالله يوسف صديق
عبدالله يوسف صديق

عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
العمر : 55
الموقع : السعودية- جامعة الحدود الشمالية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى