كيف للمسلم أن تمتد يده للمال الحرام - مقال مقتبس
صفحة 1 من اصل 1
كيف للمسلم أن تمتد يده للمال الحرام - مقال مقتبس
إن من المؤسف جداً أن يكثر ويتزايد وقوع «جريمة» أكل المال الحرام في مجتمعنا، وبعد أن كانت جريمة يجتهد بعض الواقعين فيها لإخفائها فإن الحال تغير فأصبح ذلك ليس مهماً عند الكثيرين!! وأصبح كثيرٌ من الناس الذي يهمهم فقط هو: «الحصول على المال»، والظفر به بأي طريق أو بأي وسيلة، سواء من حلال أم من حرام!! فإن حل المال أو حرمته لم يعد أمراً مهماً عند صنف من البشر!! نسأل الله السلامة والعافية، حتى إن بعضهم ذكر أنه يسود بين بعض الناس مثل هذه العبارة وهم يعرفون الحلال والحرام إذ يقولون: «الحلال ما دخل جيبك، والحرام ما حُرمت منه»!!! هذا واقع كثيرين!! للأسف الشديد. كما يحكى في بعض المجالس أن أحداً تعقب من دعا فقال: «اللهم أغننا بحلالك عن حرامك» فقال : «لا تُميّز يا شيخ المهم أغننا ويكفي!! بدون تمييز»!! إن لسان حال الكثيرين ـ وأحياناً ـ لسان مقالهم كما سبق: مساواة الحلال الذي أحله وأباحه الله ورسوله، بالحرام الذي حرمه الله ورسوله، وورد الوعيد بالسخط والغضب والعقوبات والعذاب الشديد لمن وقع فيه، إنها حال من يتنصل من أحكام الشرع ويجعل الدنيا همه الأول والأخير، ومبلغ علمه، وقد جهل أو غفل المسكين أنه بإقدامه على ذلك يكون أول المتضررين، ويصير بكسبه المُحرّم من الخاسرين وقد فاته «إن الله لا يهدي كيد الخائنين».
ومن خلال حديثي مع كثيرين ممن يقلقهم حال وواقع كثير من الناس وتصرفاتهم وتفاقم الأمر بمرور الأيام فيما يتعلق بهذا الموضوع، فقد تأكد لدي أن واقع الكثيرين يصدق عليهم الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في المسند وغيرهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ حَرَام».
وإن استمر الأمر هكذا فإنه يخشى أن يأتي علينا زمان ويصبح الأمين الذي يخاف من الله تعالى ويتجنب أكل المال المحرم «غريباً» ..
والكسب الحرام له صور عديدة منها كسبه بالسرقة أو الاختلاس أو التزوير أو الرشوة أو الربا أو بيع المحرم، وليس المقصود بحلقاتي التي سأنشرها في هذا الموضوع سرد أنواع الكسب المحرم أو البيوع المنهي عنها، فإن هذا لا يناسب وتفاصيله مثل هذه المقالات، وإنما المقصود التنبيه على قضايا عامة ورئيسة في هذا الجانب مع تسليط الضوء على بعض صور الكسب الحرام المنتشرة في المجتمع.. ليس بتناولها على مستوى أشخاص!! أو قضايا محددة!! وإنما ذكر نماذج وصور لما يكثر وقوعه.. ومهما بلغ التفريط في الأمانات ما بلغ إلا أنه لا ييأس من إصلاح الحال وتغييرها للأفضل، وإن من حق الواقعين في هذه «الجريمة» أن يجدوا من ينصحهم ويذكرهم بأنهم يؤذون أنفسهم ومن حولهم قبل أذيتهم لغيرهم.. ولأن ترك أصحاب المنكرات والواقعين في «الجرائم» دون نهيهم عن منكرهم من أسباب اللعنة والعقوبة العامة قال الله تعالى: «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ «78» كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» سورة المائدة.
وجريمة أكل المال الحرام هي جريمة تقع في ساحات المال العام ومال الدولة، وتقع في ساحات المال الخاص وحقوق الأفراد، وهي «جريمة» من الجُرْم، وفاعلها يحق أن يوصف بـــ «المجرم»، ولذلك فقد استحقت «العقوبة» في الشرع الذي هو مصدر الحكم عند المؤمنين بشرع الله تعالى ودينه، وفي غالب القوانين بمختلف مشاربها. واليد التي تمتد لأخذ المال والتنعم به بغير حقه، ورد الشرع بأن حكمها «القطع» وهو مقتضى الحكمة، فقد ذلت وهانت، فكان الحكم الشرعي المناسب في حقها أن تقطع لو سرقت «ربع دينار فصاعداً» .. وقد أجاب العالم الأصولي الفقيه عبد الوهاب البغدادي المالكي أجاب أبا العلاء المعري عند اعتراضه على هذا الحد بقوله:
....عز الأمانة أغلاها وذل الخيانة أرخصها فافهم حكمة الباري....
لننظر في قول الله تعالى: «والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» .. فيجب أن يعلم من تمتد يده إلى مال غيره أو المال العام أن هذا هو حكم الله فيه وفي يده، وأنه يستحق «النكال» وأن هذا من مقتضى حكمة الله تعالى وعزته.
يجب أن يعلم أن أخذ الأموال بغير حق سواء المال العام أو مال الأفراد والتلاعب به وإضاعته أو سرقته هو من التعدي على الحقوق، فالمال العام ملك للناس كافة الفقراء والأغنياء المرضى والأصحاء الرجال والنساء والأطفال الصغار والكبار والطلاب والمعدمين واللقطاء والمسجونين ... وغيرهم من أفراد المجتمع، فأخذ مال هؤلاء هو من الجرائم العظيمة بلا شك، وأما أموال الأفراد والأشخاص فإن المقرر المعلوم أن حقوق المخلوقين قائمة وتبنى على «المشاحة» وليست على «المسامحة»، فإن صاحبها إن لم يستوفها ممن أخذها منه في الدنيا، فإنه سيقتص منه فيها يوم القيامة، حيث إن يوم القيامة مما وصفه الله تبارك وتعالى به أنه لا تبقى معه مظلمة: «لا ظلم اليوم». وقد وردت نصوص كثيرة في التحذير من هذا الأمر والتخويف منه، لقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري في صحيحه، إنه وعيد شديد ترجف منه قلوب «المؤمنين»، وتصلح به أعمال «الخائفين»، وتطيب به مكاسب «المتقين» فلتكن منهم، بل لتحرص وتجتهد في ذلك.. حتى لا تهلك نفسك.. فالخاسر أولاً وأخيراً هو: أنت !!أيها المسكين !!
لقد توفي رجل يوم حنين فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صلوا على صاحبكم، فتغيرت وجوه الناس، حيث لم يرد أن يصلي عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: إن صاحبكم قد غلَّ في سبيل الله، ففتح الصحابة متاعه فوجدوا فيه خرزات من خرز يهود لا تساوي درهمين!! رواه الإمام مالك في الموطأ وأحمد في المسند وغيرهما. لنتأمل: «خرزات»! فكيف بمن تمتد يده للملايين من الجنيهات؟! وكيف بمن يمتلك العقارات والعمارات من المال الحرام سواء بسرقة أم برشوة أم بتزوير أو غير ذلك؟! ألا يخشى من فضيحته العاجلة في الدنيا؟! ومن فضيحته على رؤوس الأشهاد في يوم يفر فيه منه أقرب الناس إليه؟! «وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ». وعليه:
فهل يليق بمن يؤمن بالله تعالى ويؤمن بهذه النصوص أن تمتد يده إلى الأموال العامة من أموال الدولة أو أموال الناس ليأكلها بالباطل؟! لماذا يتصرف بعض الأشخاص في المال العام وينفقونه في غير الأوجه التي يجب أن يصرف فيها ويستفيدون منه لأشخاصهم وذواتهم ؟! لماذا يوجد بيننا من يماطل في الدين ولا يرده لأصحابه وهو غني يستطيع رده؟! لماذا يوجد في مجتمعنا من يعطي «الشيكات» التي ليس لها رصيد، وهو يعلم أنه لا يستطيع تغطيتها حين أجلها؟! لماذا يوجد بيننا من يزورون المستندات للعقارات والسيارات وغيرها ويأخذون بها أموال أناس أبرياء، وتبدأ سلسلة من المحاكم والقضايا لا ينتهي بعضها إلا بعد عدة سنوات؟! لماذا كثر الغش في السلع؟ وقل الأمناء من التجار؟ وفقدت الثقة إلا في القليل ممن رحم الله تعالى؟! لماذا كثر عدم تورع كثير من الناس من أكل الأموال المحرمة مما يكتسب من حقوق الناس بغير وجه حق؟!
ولماذا امتلأت النيابات وساحات المحاكم بل والسجون بالحشود ومن «الجنسين الرجال والنساء»، بل امتلأت صفحات الصحف اليومية بأخبار المضيعين للأمانات والواقعين في تضييع المال العام والخاص؟! ولماذا قلّ الخوف من عقوبة الله تعالى العاجلة بالأمراض والبلايا والمحن قبل عقوبة الآخرة؟! وقد قال الله تعالى: «قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون».
ولماذا أصبح أكل أموال الناس والغنى بالحرام وبناء المنازل وفتح المحلات وغير ذلك أمراً عادياً لدى كثير من الناس؟! بل إن من العجائب أن بعض من طمس الله بصيرتهم وماتت قلوبهم من المجرمين يحسبون أنهم بأكلهم المال المحرم وتضييع الأمانة قد حققوا النجاح والدهاء وربما افتخروا بذلك!! وعدوا جرائمهم في ذلك نوعاً من «الفهلوة»!!
وفي الحلقة القادمة وما يليها من حلقات أستعرض بمشيئة الله الصور والنماذج الواقعية لهذه الجريمة والتعليق عليها بما يناسب المقام والمقال..
ومن خلال حديثي مع كثيرين ممن يقلقهم حال وواقع كثير من الناس وتصرفاتهم وتفاقم الأمر بمرور الأيام فيما يتعلق بهذا الموضوع، فقد تأكد لدي أن واقع الكثيرين يصدق عليهم الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه والإمام أحمد في المسند وغيرهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا أَخَذَ الْمَالَ، أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ حَرَام».
وإن استمر الأمر هكذا فإنه يخشى أن يأتي علينا زمان ويصبح الأمين الذي يخاف من الله تعالى ويتجنب أكل المال المحرم «غريباً» ..
والكسب الحرام له صور عديدة منها كسبه بالسرقة أو الاختلاس أو التزوير أو الرشوة أو الربا أو بيع المحرم، وليس المقصود بحلقاتي التي سأنشرها في هذا الموضوع سرد أنواع الكسب المحرم أو البيوع المنهي عنها، فإن هذا لا يناسب وتفاصيله مثل هذه المقالات، وإنما المقصود التنبيه على قضايا عامة ورئيسة في هذا الجانب مع تسليط الضوء على بعض صور الكسب الحرام المنتشرة في المجتمع.. ليس بتناولها على مستوى أشخاص!! أو قضايا محددة!! وإنما ذكر نماذج وصور لما يكثر وقوعه.. ومهما بلغ التفريط في الأمانات ما بلغ إلا أنه لا ييأس من إصلاح الحال وتغييرها للأفضل، وإن من حق الواقعين في هذه «الجريمة» أن يجدوا من ينصحهم ويذكرهم بأنهم يؤذون أنفسهم ومن حولهم قبل أذيتهم لغيرهم.. ولأن ترك أصحاب المنكرات والواقعين في «الجرائم» دون نهيهم عن منكرهم من أسباب اللعنة والعقوبة العامة قال الله تعالى: «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ «78» كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» سورة المائدة.
وجريمة أكل المال الحرام هي جريمة تقع في ساحات المال العام ومال الدولة، وتقع في ساحات المال الخاص وحقوق الأفراد، وهي «جريمة» من الجُرْم، وفاعلها يحق أن يوصف بـــ «المجرم»، ولذلك فقد استحقت «العقوبة» في الشرع الذي هو مصدر الحكم عند المؤمنين بشرع الله تعالى ودينه، وفي غالب القوانين بمختلف مشاربها. واليد التي تمتد لأخذ المال والتنعم به بغير حقه، ورد الشرع بأن حكمها «القطع» وهو مقتضى الحكمة، فقد ذلت وهانت، فكان الحكم الشرعي المناسب في حقها أن تقطع لو سرقت «ربع دينار فصاعداً» .. وقد أجاب العالم الأصولي الفقيه عبد الوهاب البغدادي المالكي أجاب أبا العلاء المعري عند اعتراضه على هذا الحد بقوله:
....عز الأمانة أغلاها وذل الخيانة أرخصها فافهم حكمة الباري....
لننظر في قول الله تعالى: «والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» .. فيجب أن يعلم من تمتد يده إلى مال غيره أو المال العام أن هذا هو حكم الله فيه وفي يده، وأنه يستحق «النكال» وأن هذا من مقتضى حكمة الله تعالى وعزته.
يجب أن يعلم أن أخذ الأموال بغير حق سواء المال العام أو مال الأفراد والتلاعب به وإضاعته أو سرقته هو من التعدي على الحقوق، فالمال العام ملك للناس كافة الفقراء والأغنياء المرضى والأصحاء الرجال والنساء والأطفال الصغار والكبار والطلاب والمعدمين واللقطاء والمسجونين ... وغيرهم من أفراد المجتمع، فأخذ مال هؤلاء هو من الجرائم العظيمة بلا شك، وأما أموال الأفراد والأشخاص فإن المقرر المعلوم أن حقوق المخلوقين قائمة وتبنى على «المشاحة» وليست على «المسامحة»، فإن صاحبها إن لم يستوفها ممن أخذها منه في الدنيا، فإنه سيقتص منه فيها يوم القيامة، حيث إن يوم القيامة مما وصفه الله تبارك وتعالى به أنه لا تبقى معه مظلمة: «لا ظلم اليوم». وقد وردت نصوص كثيرة في التحذير من هذا الأمر والتخويف منه، لقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه البخاري في صحيحه، إنه وعيد شديد ترجف منه قلوب «المؤمنين»، وتصلح به أعمال «الخائفين»، وتطيب به مكاسب «المتقين» فلتكن منهم، بل لتحرص وتجتهد في ذلك.. حتى لا تهلك نفسك.. فالخاسر أولاً وأخيراً هو: أنت !!أيها المسكين !!
لقد توفي رجل يوم حنين فذكروه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: صلوا على صاحبكم، فتغيرت وجوه الناس، حيث لم يرد أن يصلي عليه النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: إن صاحبكم قد غلَّ في سبيل الله، ففتح الصحابة متاعه فوجدوا فيه خرزات من خرز يهود لا تساوي درهمين!! رواه الإمام مالك في الموطأ وأحمد في المسند وغيرهما. لنتأمل: «خرزات»! فكيف بمن تمتد يده للملايين من الجنيهات؟! وكيف بمن يمتلك العقارات والعمارات من المال الحرام سواء بسرقة أم برشوة أم بتزوير أو غير ذلك؟! ألا يخشى من فضيحته العاجلة في الدنيا؟! ومن فضيحته على رؤوس الأشهاد في يوم يفر فيه منه أقرب الناس إليه؟! «وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ». وعليه:
فهل يليق بمن يؤمن بالله تعالى ويؤمن بهذه النصوص أن تمتد يده إلى الأموال العامة من أموال الدولة أو أموال الناس ليأكلها بالباطل؟! لماذا يتصرف بعض الأشخاص في المال العام وينفقونه في غير الأوجه التي يجب أن يصرف فيها ويستفيدون منه لأشخاصهم وذواتهم ؟! لماذا يوجد بيننا من يماطل في الدين ولا يرده لأصحابه وهو غني يستطيع رده؟! لماذا يوجد في مجتمعنا من يعطي «الشيكات» التي ليس لها رصيد، وهو يعلم أنه لا يستطيع تغطيتها حين أجلها؟! لماذا يوجد بيننا من يزورون المستندات للعقارات والسيارات وغيرها ويأخذون بها أموال أناس أبرياء، وتبدأ سلسلة من المحاكم والقضايا لا ينتهي بعضها إلا بعد عدة سنوات؟! لماذا كثر الغش في السلع؟ وقل الأمناء من التجار؟ وفقدت الثقة إلا في القليل ممن رحم الله تعالى؟! لماذا كثر عدم تورع كثير من الناس من أكل الأموال المحرمة مما يكتسب من حقوق الناس بغير وجه حق؟!
ولماذا امتلأت النيابات وساحات المحاكم بل والسجون بالحشود ومن «الجنسين الرجال والنساء»، بل امتلأت صفحات الصحف اليومية بأخبار المضيعين للأمانات والواقعين في تضييع المال العام والخاص؟! ولماذا قلّ الخوف من عقوبة الله تعالى العاجلة بالأمراض والبلايا والمحن قبل عقوبة الآخرة؟! وقد قال الله تعالى: «قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون».
ولماذا أصبح أكل أموال الناس والغنى بالحرام وبناء المنازل وفتح المحلات وغير ذلك أمراً عادياً لدى كثير من الناس؟! بل إن من العجائب أن بعض من طمس الله بصيرتهم وماتت قلوبهم من المجرمين يحسبون أنهم بأكلهم المال المحرم وتضييع الأمانة قد حققوا النجاح والدهاء وربما افتخروا بذلك!! وعدوا جرائمهم في ذلك نوعاً من «الفهلوة»!!
وفي الحلقة القادمة وما يليها من حلقات أستعرض بمشيئة الله الصور والنماذج الواقعية لهذه الجريمة والتعليق عليها بما يناسب المقام والمقال..
عبدالله يوسف صديق- عدد المساهمات : 240
تاريخ التسجيل : 14/10/2011
العمر : 55
الموقع : السعودية- جامعة الحدود الشمالية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى