قصة قصيرة (ونسة مع الهمباتي )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة قصيرة (ونسة مع الهمباتي )
كنت فى رحلة عمل إلى مدينة حلفا الجديدة حاضرة محافظة
نهر عطبرة وشاءت الظروف أن نتأخر على بص العودة لى رفاعة (إكسيريس حلفا )
فوجدنا باص (ود الحسين السواقو دكين ) ولعل البعض يعرف هذا البص
المهم فى الأمر أن الشابين اللذين كانا برفقتى رفضا الصعود معى على البص
لأن الباص سوف يسلك طريق (الهوى) يعنى يشق البطانة النص أما أنا
فوجتها فرصة وكنت أتمناها من زمن أن أشق بطانة ابعلى وحسان
كان اليوم أحد وكان البص فاضى إلامن ثمانية أشخاص بالحساب
ستة يشكلون عائلة على ما أظن ثلاث نساء ورجلين وصبى لأنهم كانو يجلسون
متجاورين فى المقاعد الأماميه
أما الإثنين أنا ورجل آخر جلس لوحده فى أحد المقاعد الزوجية وجلست أنا بالطرف
الآخر
تحرك الباص ينهب عباب أرض أولاد أبعلى وبت أنا أختلس النظر للرجل الجالس على شمالى
فى العقد الخامس من عمرة إكتسى وجهة ملامح أهل البادية البينين حفرت فيه السنين أخاديد وعلامات
تدل على أنه عاش زمان ملئ بالأحداث
بِتُ أحدث نفسى هل ياترى يحفظ من الدوبيت شيئاً (وكنت حينها مولع بسماع مثل الدوبيت )
علا أزير المحرك ممزوج بصوت الرياح يبدد الصمت لا أحد يحدث أحد حتى العائلة كانت هادئة
إلا من الصبى الذى كان بتزحلق على ماسورة الباص (التى بالداخل ) يتزحلق ذهاباً وإياباً
أثار الصبى ضجر الرجل الجالس إلى شمالى فبدأ يتململ والصبى مازال تستهويه اللعبة تساعدة فى ذلك
حركة الباص (الدقداق) مر الصبى بجوارنا فأنتهره الرجل قائلاً :
ياولدى ماتقعد ساكت مالك بدور تجيب لى أهلك بلية
رد الصبى فى وقاحة وبصوت ينم على عدم إكتراثة لما قال الرجل : (مابقعد ساكت إت مالك )
فثارت حميتى (كنت معلم حينها ) و أردت أن أتدخل لولا تلك الإبتسامة العريضة التى إرتسمت
على وجه الرجل , والذى تمم يحدث نفسة ومازالت الإبتسامه تعلو فمه
(والله ياولدى ليك الحق الرجال مافيهم حقارة )
زاد فضولى لمعرفة الرجل خاصة وأن الرحلة طويلة قد تستقرق عشر ساعات وأقلها ثمانية
فقلت له بصوت المواسى (أولاد الزمن ده ماعندهم أدب ) وجعلتها مدخل للحديث نظر إلى ولم يرد
ولأن صوت الرياح أعلى من حديثى قد لا يكون سمعنى جيداً فإستبدلت مقعدى بسرعة وجلست بجواره
وسألته : من وين فى الأهل
فقال : أم رهو (قرية من قرى نهر عطبرة تقع فى الجهة الغربية للنهر بالقرب من حلفا الجديدة
فقلت وقصدت أن أجره لمأربى :
تماسيح أم رهو القلعت قبل ســـــيـدون
الموت فيك يأم همج زادهُن سماحة ولون
نعمة أولاد أبوى مادارو فزعة وعــــون
سيوفهن وأبعشرة فى المحــــاصة درون
[ هذه القصيدة لها قصة مشهورة , هى أن أهل أم رهو وهم جبوراب شكرية .
زُورت صناديق إنتخابات مشايخهم فسمعو بالخبر فإستقلو لورى وذهبوا لمركز الشرطة
وطلبوا من الشرطة أن تسلمهم الصناديق فرفضت الشرطة فدارت معركة بالسيوف ضد
البنادق (أبعشرة) سقط على أثرها جميع العساكر وعددهم سبعة وسقط من أم رهو
سبعة (قتلهم جندى قناص من أعلى المبنى والعهده على الراوى )]
نظر إلى الرجل وقال : خالى مات فى الكتلة دى وأكمل لى القصة بحزافيرها
بعد إنتهى من حديثه بادرته قائلاً : الولد الماعندو أدب ...... فقاطعنى لا لاتلوموا الرجال مافيهم حقارة
وبدأ يسترسل فى الحديث ( أنا مرقت من أبوى وعمرى ما أكبر من الوليد كتير خمستاشر ستاشر سنة , مرقتنى طغية
أبوى بى خيرو حركة إبل ومراح ضأن وبقر , مرقتنى منو الصبينة (الفتوة ) جيت الصباغ وكانت حينها مشهورة بالمجون ,تصادقت مع أثنين من الشباب (سكر وخدم ) بعد تلات شهور على الطلاق الكويس فينا تب
(سرالو مو مشرط ) تعب وحالةً لا يعلم بها إلا الله المهم آولدى ضربنا الخلا كل واحد فينا جمل وسيف
أول ماوقعت عينا على حركة إبل [ تسمى مجموعة الإبل حركة بتخفيف الراء خلاف البقر والضأن فتسمى مُراح) الحركة معاها راجلاً شايب وفد إنقيب (الإنقيب هو راعى الإبل والذى يحلب الإبل وفد يعنى واحد )
كل واحد فينا عاين لى التانى (بتبادل النظرات عرفو أنهم لابد من سرقة بعض الإبل خاصة وإن الرجل شايب
وليس هناك غيره فسال لعابهم )
فقلت لهم والحديث للرجل : أسألونى من الشايب بكتفو ليكم ( يعن بربطو ) واحد قال أسألونى من الإنقيب
والأخر قال أسألونى من تقرن البكار (يعن ربطها والبُكار الإبل ) الشايب من ماشافنا مخض سيفو و(إستل سيفه ) وخت أبعشرة فى أوراكو (هو معتلى ظهر بعيره ) وصاح فينا : زايرين ولا غايرين ( يعنى ضيوف ولا همباته
فقلت له حالتنا دى حالة همباته ؟ زايرن
فصاح مرحب وأمر الإنقيب بالحليب أقتربت منه ومازلت على ظهر بعيرى وهو كذلك (الحديث للرجل ) مددت يدى متظاهراً بالسلام فمد الشايب يده فى عفوية فأمسكتها بقوة وجذبته أرضاً ووقعنا فى الواطه وكنت أنا أعلاه فبدأت بربطه وأنا أربط فيه بمساعدة
أصدقائى نظرت إليه ولدهشتى وجدته يبتسم وسألت نفسى لم يبتسم هذا الشايب وهو مغلوب على أمره ويديه مغلولتان
الحديث للرجل الإنقيب داك ماعندو حيله فهو أعزل من السلاح ,ربط صديق عشر بكار والرجل مازالت تعلو
وجهه إنتسامه بعد بدأنا نتحرك صاح فينا قرنتو كم بكرة عشره على الطلاق إن سألتونى كت إديتكم ليهن والتانية
إنتو ماكن الرجال البتسرقونى أنا تعالو حلو كتافى وكتاف الإنقب وأمشوا فى عدلكم
أه والله ياولدى الرجال مافيهون حقارة
الولد النهرنى ده ليهو الحق
فقلت له : كيف ليهو الحق
قال : بعد قصة عمك الشايب قلنا لللهمبته إمك جاتك ومشينا بى عدلنا نسرق من البطانة ونكمن (نخبئ )فى الوديان والغيب (جمع غابة ) ونبيع فى أبودليق وتبمول
المهم بقينا عشرة همباته إربطنا حبل وإقطعنا سيف نهضنا زمن وإتبدل الحال سرقه ونهب بالقوة وحمرة عين
(أه الرجال ياولدى مافيهن حقارة زكرنى الوليد القصة )
فى يوم واحد فى جماعتنا عريس سمعنا بالخبر شدينا التسعة رجال حاقبين سيوفنا ودارعين أبعشرة قلنا نمشى لى زولنا نبارك ليو الزواج ولمن بقينا فى نص البطانة تقع عينا على لورى واقف على تلات لساتك (مبنشر ) (الزمن داك الدرب شهر مابجيب لورى )وقنا كدى كربتنا التسعة ناطحين اللورى , اللورى معاهو وليد والله ماهو أكبر على الوليد النهرنى ده .
أول تلاتة فينا وصلو اللورى شبو ساكت برا شورى قطعو المشمع (شى بسكويت شى شعيرية شى زيت قلنا الليله العريس ده بنبسطو :
والوليد صرخ : ياجماعه ده شنو البضاعة دى ماحقتنا حقت ناس ياجماهة إنزلو
التلاتة البعدهن واحد فيهن صرخ فى الوليد أسكت
وكنا التلاتة المتأخرين , بدأ الجماعة إرمو فى الكرتن عاينت لى للوليد عينى ليهو إنبطح فى الواطه زى المرضان
وفجأة نهض بسرعة وصاح : ثابتين , فنظرنا ليده ولدهشتنا يحمل مسدس وهو يحركه يمنى ويسارا
وكرر أنا قلت ثابتين ) وأشار للثلاثة الذين على ظهر اللورى أنزلو تحت ) وعلى الطلاق ياولدى نزلوا
وصاح أرفعو البضاعة دى فى محلها ) على الطلاق رفعوها
وصاح فيهم وهو يلوح بالمسدس : أربطو المشمع ده ) على الطلاق ربطو
وصاح يلا أركبو جمالكم دى وأمشو) على الطلاق مشينا .أنا كنت أخر واحد فى الجماعة الوصلو اللورى والله الشفتو فى عيون الوليد داك أحمانى إيدى على بندقى أمدها (منعه أن يمد يده لسلحه)
بادرته قائلاً : تسعة رجال همباته الحكاية شنو
فقال لى : إت رايك شنو وليد عمرو خمستاشر سنة أيوه ونحن تسعة همباتة مانا رجال ساى
لم أتفوه بكلمة أرته أم يواصل
بعد ما أبعدنا تب كلو واحد فينا عاين لى التانى متسائلاً : الحكاية شنو آناس أخوفنا الوليد دى
فقلت : (الحديث للرجل ) إنت مابتعرفو الجُبارة دى جُبارة جُبارتكم واقفة هسع الوليد إن كتل فيكم واحد
فايدكم شنوو إن كتلتو بسوى شنو (يعنى لايساوى شئ ) بناوسى فى نفسنا
المهم باركنا لى صاحبنا ومن اليوم داك تبت لى وجه الله والرسول
الرجال آولدى مافيهن حقارة
عارف يوم معانا واحد أسمو ( ) الإسم ينم عن القوة والسطوة ماحصل فى يوم نهض جا ء قمحان (يعنى من غير غنيمة) فى يوم كمن لو لواجد معاهو مره (إمرأه) فى عطفة (الهودج ) ووقف لى فى نص الطريق وقالو أمرق العندك عندو عارف جزلان رمى ليهو
قال ليهو : العُطفة فيها شنو (ما الذى بداخل الهودج )
فقال الرجل : مره (يعنى إمرأة )
فقال الهمباتى : إن عندها دهب قوليها أمرقى جيبى
فقال الرجل : أمرقى الدهب آمره جيبهو (فرمت المرأة بذهبها )
فقال الهمباتى : أمش أت وخلى المرأ ة (أى أترك المرأة وأذهب )
فقال الرجل : دى وحدها مابقدر عليها
فقال الهمباتى : يعنى بتكاتل
فقال الرجل : فى دى بكاتل
كان الرجل ضخم الجثة حتى أن كرشه نازله فى أوراكه (يعنى مو زول كتال )
فأمهله الهمباتى حتى أناخ بعيره ونزل وجلس على الأرض فأندهش الهمباتى وقال :
بتكاتل قاعد ؟
أجاب الرجل : نعم ده البقدر عليهو
بدأ القتال سجالاً كل ماحاول الهمباتى الوصول للرجل سارعة بأخذ جزء من (درقته ) [الدرقة رقعة من الجلد يستخدمونها كساتر أثناء القتال ] كل ماحاول الهمباتى والوصول للرجل بادره الرجل بأخذ جزء من الدرقه حتى أصبحت الدرقة مع مقبض يده فقط . عندها أدرك الهمباتى أنه أمام شخص غير عادى
فنظر ملياً ثم قال للرجل : ماتقتلتنى
فرد الرجل أنا إن داير أكتلك قبال مانبدأ الكتال كت كتلتك
فقال الهمباتى : على الطلاق كان تجى معاى
فقال الرجل : وين ؟
أخذ الهمباتى الرجل لداره فأدخل المرأة على نسائه ودعا أهل قريته للعشاء
ذبح الذبايح وأعد الولائم وبعد إنتهاء العشاء وقف الهمباتى مخاطباً جمعه
قائلاً: ياناس حصل جيتكم قمحان ؟ يعنى من غير سرقة
قالو : كلا
قال : حصل جيتكم مغلوب ؟
قالوا: كلا
قال ): اليوم جيتكم قمحان ومغلوب ). فأندهشوا (الغالبنى الجهامه القاعدة قدامكم دى ويقصد الرجل الضخم الذى لايظهر عليه
أنه زول قتال ومن اليوم ده تب لله ورسوله
آهـ الرجال ياولدى مافيهم حقارة
نهر عطبرة وشاءت الظروف أن نتأخر على بص العودة لى رفاعة (إكسيريس حلفا )
فوجدنا باص (ود الحسين السواقو دكين ) ولعل البعض يعرف هذا البص
المهم فى الأمر أن الشابين اللذين كانا برفقتى رفضا الصعود معى على البص
لأن الباص سوف يسلك طريق (الهوى) يعنى يشق البطانة النص أما أنا
فوجتها فرصة وكنت أتمناها من زمن أن أشق بطانة ابعلى وحسان
كان اليوم أحد وكان البص فاضى إلامن ثمانية أشخاص بالحساب
ستة يشكلون عائلة على ما أظن ثلاث نساء ورجلين وصبى لأنهم كانو يجلسون
متجاورين فى المقاعد الأماميه
أما الإثنين أنا ورجل آخر جلس لوحده فى أحد المقاعد الزوجية وجلست أنا بالطرف
الآخر
تحرك الباص ينهب عباب أرض أولاد أبعلى وبت أنا أختلس النظر للرجل الجالس على شمالى
فى العقد الخامس من عمرة إكتسى وجهة ملامح أهل البادية البينين حفرت فيه السنين أخاديد وعلامات
تدل على أنه عاش زمان ملئ بالأحداث
بِتُ أحدث نفسى هل ياترى يحفظ من الدوبيت شيئاً (وكنت حينها مولع بسماع مثل الدوبيت )
علا أزير المحرك ممزوج بصوت الرياح يبدد الصمت لا أحد يحدث أحد حتى العائلة كانت هادئة
إلا من الصبى الذى كان بتزحلق على ماسورة الباص (التى بالداخل ) يتزحلق ذهاباً وإياباً
أثار الصبى ضجر الرجل الجالس إلى شمالى فبدأ يتململ والصبى مازال تستهويه اللعبة تساعدة فى ذلك
حركة الباص (الدقداق) مر الصبى بجوارنا فأنتهره الرجل قائلاً :
ياولدى ماتقعد ساكت مالك بدور تجيب لى أهلك بلية
رد الصبى فى وقاحة وبصوت ينم على عدم إكتراثة لما قال الرجل : (مابقعد ساكت إت مالك )
فثارت حميتى (كنت معلم حينها ) و أردت أن أتدخل لولا تلك الإبتسامة العريضة التى إرتسمت
على وجه الرجل , والذى تمم يحدث نفسة ومازالت الإبتسامه تعلو فمه
(والله ياولدى ليك الحق الرجال مافيهم حقارة )
زاد فضولى لمعرفة الرجل خاصة وأن الرحلة طويلة قد تستقرق عشر ساعات وأقلها ثمانية
فقلت له بصوت المواسى (أولاد الزمن ده ماعندهم أدب ) وجعلتها مدخل للحديث نظر إلى ولم يرد
ولأن صوت الرياح أعلى من حديثى قد لا يكون سمعنى جيداً فإستبدلت مقعدى بسرعة وجلست بجواره
وسألته : من وين فى الأهل
فقال : أم رهو (قرية من قرى نهر عطبرة تقع فى الجهة الغربية للنهر بالقرب من حلفا الجديدة
فقلت وقصدت أن أجره لمأربى :
تماسيح أم رهو القلعت قبل ســـــيـدون
الموت فيك يأم همج زادهُن سماحة ولون
نعمة أولاد أبوى مادارو فزعة وعــــون
سيوفهن وأبعشرة فى المحــــاصة درون
[ هذه القصيدة لها قصة مشهورة , هى أن أهل أم رهو وهم جبوراب شكرية .
زُورت صناديق إنتخابات مشايخهم فسمعو بالخبر فإستقلو لورى وذهبوا لمركز الشرطة
وطلبوا من الشرطة أن تسلمهم الصناديق فرفضت الشرطة فدارت معركة بالسيوف ضد
البنادق (أبعشرة) سقط على أثرها جميع العساكر وعددهم سبعة وسقط من أم رهو
سبعة (قتلهم جندى قناص من أعلى المبنى والعهده على الراوى )]
نظر إلى الرجل وقال : خالى مات فى الكتلة دى وأكمل لى القصة بحزافيرها
بعد إنتهى من حديثه بادرته قائلاً : الولد الماعندو أدب ...... فقاطعنى لا لاتلوموا الرجال مافيهم حقارة
وبدأ يسترسل فى الحديث ( أنا مرقت من أبوى وعمرى ما أكبر من الوليد كتير خمستاشر ستاشر سنة , مرقتنى طغية
أبوى بى خيرو حركة إبل ومراح ضأن وبقر , مرقتنى منو الصبينة (الفتوة ) جيت الصباغ وكانت حينها مشهورة بالمجون ,تصادقت مع أثنين من الشباب (سكر وخدم ) بعد تلات شهور على الطلاق الكويس فينا تب
(سرالو مو مشرط ) تعب وحالةً لا يعلم بها إلا الله المهم آولدى ضربنا الخلا كل واحد فينا جمل وسيف
أول ماوقعت عينا على حركة إبل [ تسمى مجموعة الإبل حركة بتخفيف الراء خلاف البقر والضأن فتسمى مُراح) الحركة معاها راجلاً شايب وفد إنقيب (الإنقيب هو راعى الإبل والذى يحلب الإبل وفد يعنى واحد )
كل واحد فينا عاين لى التانى (بتبادل النظرات عرفو أنهم لابد من سرقة بعض الإبل خاصة وإن الرجل شايب
وليس هناك غيره فسال لعابهم )
فقلت لهم والحديث للرجل : أسألونى من الشايب بكتفو ليكم ( يعن بربطو ) واحد قال أسألونى من الإنقيب
والأخر قال أسألونى من تقرن البكار (يعن ربطها والبُكار الإبل ) الشايب من ماشافنا مخض سيفو و(إستل سيفه ) وخت أبعشرة فى أوراكو (هو معتلى ظهر بعيره ) وصاح فينا : زايرين ولا غايرين ( يعنى ضيوف ولا همباته
فقلت له حالتنا دى حالة همباته ؟ زايرن
فصاح مرحب وأمر الإنقيب بالحليب أقتربت منه ومازلت على ظهر بعيرى وهو كذلك (الحديث للرجل ) مددت يدى متظاهراً بالسلام فمد الشايب يده فى عفوية فأمسكتها بقوة وجذبته أرضاً ووقعنا فى الواطه وكنت أنا أعلاه فبدأت بربطه وأنا أربط فيه بمساعدة
أصدقائى نظرت إليه ولدهشتى وجدته يبتسم وسألت نفسى لم يبتسم هذا الشايب وهو مغلوب على أمره ويديه مغلولتان
الحديث للرجل الإنقيب داك ماعندو حيله فهو أعزل من السلاح ,ربط صديق عشر بكار والرجل مازالت تعلو
وجهه إنتسامه بعد بدأنا نتحرك صاح فينا قرنتو كم بكرة عشره على الطلاق إن سألتونى كت إديتكم ليهن والتانية
إنتو ماكن الرجال البتسرقونى أنا تعالو حلو كتافى وكتاف الإنقب وأمشوا فى عدلكم
أه والله ياولدى الرجال مافيهون حقارة
الولد النهرنى ده ليهو الحق
فقلت له : كيف ليهو الحق
قال : بعد قصة عمك الشايب قلنا لللهمبته إمك جاتك ومشينا بى عدلنا نسرق من البطانة ونكمن (نخبئ )فى الوديان والغيب (جمع غابة ) ونبيع فى أبودليق وتبمول
المهم بقينا عشرة همباته إربطنا حبل وإقطعنا سيف نهضنا زمن وإتبدل الحال سرقه ونهب بالقوة وحمرة عين
(أه الرجال ياولدى مافيهن حقارة زكرنى الوليد القصة )
فى يوم واحد فى جماعتنا عريس سمعنا بالخبر شدينا التسعة رجال حاقبين سيوفنا ودارعين أبعشرة قلنا نمشى لى زولنا نبارك ليو الزواج ولمن بقينا فى نص البطانة تقع عينا على لورى واقف على تلات لساتك (مبنشر ) (الزمن داك الدرب شهر مابجيب لورى )وقنا كدى كربتنا التسعة ناطحين اللورى , اللورى معاهو وليد والله ماهو أكبر على الوليد النهرنى ده .
أول تلاتة فينا وصلو اللورى شبو ساكت برا شورى قطعو المشمع (شى بسكويت شى شعيرية شى زيت قلنا الليله العريس ده بنبسطو :
والوليد صرخ : ياجماعه ده شنو البضاعة دى ماحقتنا حقت ناس ياجماهة إنزلو
التلاتة البعدهن واحد فيهن صرخ فى الوليد أسكت
وكنا التلاتة المتأخرين , بدأ الجماعة إرمو فى الكرتن عاينت لى للوليد عينى ليهو إنبطح فى الواطه زى المرضان
وفجأة نهض بسرعة وصاح : ثابتين , فنظرنا ليده ولدهشتنا يحمل مسدس وهو يحركه يمنى ويسارا
وكرر أنا قلت ثابتين ) وأشار للثلاثة الذين على ظهر اللورى أنزلو تحت ) وعلى الطلاق ياولدى نزلوا
وصاح أرفعو البضاعة دى فى محلها ) على الطلاق رفعوها
وصاح فيهم وهو يلوح بالمسدس : أربطو المشمع ده ) على الطلاق ربطو
وصاح يلا أركبو جمالكم دى وأمشو) على الطلاق مشينا .أنا كنت أخر واحد فى الجماعة الوصلو اللورى والله الشفتو فى عيون الوليد داك أحمانى إيدى على بندقى أمدها (منعه أن يمد يده لسلحه)
بادرته قائلاً : تسعة رجال همباته الحكاية شنو
فقال لى : إت رايك شنو وليد عمرو خمستاشر سنة أيوه ونحن تسعة همباتة مانا رجال ساى
لم أتفوه بكلمة أرته أم يواصل
بعد ما أبعدنا تب كلو واحد فينا عاين لى التانى متسائلاً : الحكاية شنو آناس أخوفنا الوليد دى
فقلت : (الحديث للرجل ) إنت مابتعرفو الجُبارة دى جُبارة جُبارتكم واقفة هسع الوليد إن كتل فيكم واحد
فايدكم شنوو إن كتلتو بسوى شنو (يعنى لايساوى شئ ) بناوسى فى نفسنا
المهم باركنا لى صاحبنا ومن اليوم داك تبت لى وجه الله والرسول
الرجال آولدى مافيهن حقارة
عارف يوم معانا واحد أسمو ( ) الإسم ينم عن القوة والسطوة ماحصل فى يوم نهض جا ء قمحان (يعنى من غير غنيمة) فى يوم كمن لو لواجد معاهو مره (إمرأه) فى عطفة (الهودج ) ووقف لى فى نص الطريق وقالو أمرق العندك عندو عارف جزلان رمى ليهو
قال ليهو : العُطفة فيها شنو (ما الذى بداخل الهودج )
فقال الرجل : مره (يعنى إمرأة )
فقال الهمباتى : إن عندها دهب قوليها أمرقى جيبى
فقال الرجل : أمرقى الدهب آمره جيبهو (فرمت المرأة بذهبها )
فقال الهمباتى : أمش أت وخلى المرأ ة (أى أترك المرأة وأذهب )
فقال الرجل : دى وحدها مابقدر عليها
فقال الهمباتى : يعنى بتكاتل
فقال الرجل : فى دى بكاتل
كان الرجل ضخم الجثة حتى أن كرشه نازله فى أوراكه (يعنى مو زول كتال )
فأمهله الهمباتى حتى أناخ بعيره ونزل وجلس على الأرض فأندهش الهمباتى وقال :
بتكاتل قاعد ؟
أجاب الرجل : نعم ده البقدر عليهو
بدأ القتال سجالاً كل ماحاول الهمباتى الوصول للرجل سارعة بأخذ جزء من (درقته ) [الدرقة رقعة من الجلد يستخدمونها كساتر أثناء القتال ] كل ماحاول الهمباتى والوصول للرجل بادره الرجل بأخذ جزء من الدرقه حتى أصبحت الدرقة مع مقبض يده فقط . عندها أدرك الهمباتى أنه أمام شخص غير عادى
فنظر ملياً ثم قال للرجل : ماتقتلتنى
فرد الرجل أنا إن داير أكتلك قبال مانبدأ الكتال كت كتلتك
فقال الهمباتى : على الطلاق كان تجى معاى
فقال الرجل : وين ؟
أخذ الهمباتى الرجل لداره فأدخل المرأة على نسائه ودعا أهل قريته للعشاء
ذبح الذبايح وأعد الولائم وبعد إنتهاء العشاء وقف الهمباتى مخاطباً جمعه
قائلاً: ياناس حصل جيتكم قمحان ؟ يعنى من غير سرقة
قالو : كلا
قال : حصل جيتكم مغلوب ؟
قالوا: كلا
قال ): اليوم جيتكم قمحان ومغلوب ). فأندهشوا (الغالبنى الجهامه القاعدة قدامكم دى ويقصد الرجل الضخم الذى لايظهر عليه
أنه زول قتال ومن اليوم ده تب لله ورسوله
آهـ الرجال ياولدى مافيهم حقارة
عدل سابقا من قبل حاتم الخضر في الأربعاء أبريل 21, 2010 2:09 pm عدل 2 مرات
رد: قصة قصيرة (ونسة مع الهمباتي )
صح كلامه: الرجال مافيهم حقارة.. قصته فيها العبره والعظه.. وكما قال الشاعر:
ترى الرجل الضعيف فتزدريه وتحت ثيابه اسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
شرار الاسد اكثرها زئيرا وخيرتها اللواتي لا تزير
بغاث الطير اكثرها فراخا وام الصقر مقلاة تزور
تحيه ليك
ترى الرجل الضعيف فتزدريه وتحت ثيابه اسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه فيخلف ظنك الرجل الطرير
شرار الاسد اكثرها زئيرا وخيرتها اللواتي لا تزير
بغاث الطير اكثرها فراخا وام الصقر مقلاة تزور
تحيه ليك
سفيان بكري مصطفى بلال- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
الموقع : أمدرمان
رد: قصة قصيرة (ونسة مع الهمباتي )
مرحباً سفيان وشكراً علي المرور وياليت تزودنا أكثر بما تحفظ من أبيات من الحكم وأنا أدعوك أن تفتح بوست تسميه أشعار وحكم
أبو الخضر
رد: قصة قصيرة (ونسة مع الهمباتي )
شكرا ليك ياخال وفكره جيده لإضافة منتدى الأشعار والحكم لكن قول لي بضيفوهو كيف؟
سفيان بكري مصطفى بلال- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 03/04/2010
الموقع : أمدرمان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى